الرئيس مونرو والمناضل حرسي وقواسم مشتركة

> نجيب محمد يابلي:

> الإنسان العربي مصاب بعدد من الآفات، منها آفة النسيان وآفة شحة استخلاص الدروس والعبر، فهو يدور في دائرة مفرغة ويكرر نفسه وآفاته.

بهذا الانطباع المكرر خرجت وأنا أقف أمام سيرة الرئيس الأمريكي جيمس مونرو (28 إبريل 1758 - 4 يوليو 1831)، وهو الرئيس الخامس للولايات المتحدة الأمريكية الذي يعود في أصله إلى الجزر البريطانية BRITISH ISLES فوالدته إلزا جونس من ويلز ووالده سبنس مونرو، من أصل اسكتلندي.

قاتل جيمس مونرو في فيلق فرجينيا الثالث أثناء حرب الاستقلال، وأصيب بجراح في معركة (ترنتون)، ودرس القانون مع توماس جيفرسون.

وكان مونرو ضمن وفد فرجينيا إلى الكونجرس، وصار عضوا في مجلس النواب عام 1790، فوزيرا مفوضا إلى فرنسا بين عامي 1794 - 1796، وحاكما لولاية فرجينيا خلال الأعوام 1799 - 1802 ثم 1811.

انتخب جيمس مونرو رئيسا للبلاد عام 1816، وأعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية عام 1820.. ينسب إليه المبدأ الحقوقي الإنساني الشهير (مبدأ مونرو) المتعلق بحرية وسيادة الشعب الأمريكي في الثوابت المنصوص عليها في ذلك المبدأ بأنه لايحق لأوروبا التدخل أو السيطرة في الشأن الأمريكي مستقبلا، ويشمل ذلك أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية (أمريكا اللاتينية).

بعد تقاعده تعرض لمصاعب مالية اضطرته إلى بيع ممتلكاته، ثم الانتقال إلى نيويورك، حيث أمضى بقية حياته في كنف ابنته حتى وفاته عام 1831.

كان ذلك حال الرئيس الأمريكي الخامس جيمس مونرو.. فما خطب المناضل الوطني والشخصية الاجتماعية المعروفة محمد حرسي جوليد؟. هذا الرجل الطيب من مواليد الشيخ عثمان ووالده الحاج حرسي جوليد، من الشخصيات الاجتماعية المعتبرة، وارتبطت شهرته بتجارة الـ (شمة).

المناضل الوطني محمد حرسي من مواليد الشيخ عثمان قسم (ب) (SECTION (B في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، ومن المجايلين لشخصيات دخلت دائرة الضوء أمثال: امذيب صالح أحمد وعبده حسين أحمد وسعيد علي الجريك وعلي مسرج وعوض سعيد ماطر.

نشأ محمد حرسي في الشيخ عثمان وعمل في شرطة عدن، ولعب في صفوف نادي الهلال الرياضي، ثم اتجه إلى الملاكمة وحمل الأثقال، وبلغت قوته أنه كان يمنع السيارة من الحركة، وذاع صيته في الوسط الاجتماعي مصارعا، وفوق هذا وذاك يجمع الناس على أبرز مزايا هذا الرجل وهي: الترفع عن استفزاز الضعفاء، بل كان مبادرا إلى نصرتهم، ومن مزاياه البساطة والابتسامة التي كان يمنحها لكل الناس مجانا، وعرفه الناس متعففا زاهدا.

التحق محمد حرسي جوليد بصفوف الحركة الوطنية ومن رجال التنظيم الشعبي للقوى الثورية، وعمل بصمت، ناكرا ذاته ونابذا الاستعراض، لأنه كان يعرف حجمه وقدره، ثم شد الرحال إلى أرض الله، وعاد بعد قيام دولة الوحدة ولم يطرق باب أحد، وانتظر برجاء تسلم (حقوقه الشرعية) وحقه في النضال أسوة بالآخرين سيما وأن العمر قد تقدم به.

أقعده المرض، فتبنت «الأيام» قضيته، وتم ترقيده في مستشفى مصافي عدن بتعاون من قيادة المحافظة، وخرج من المستشفى لتتلقفه المعاناة من جديد، وألتفت يمينا وشمالا فلم ير إلا الجحود، وجاءته ابنته الوحيدة من أرض الصومال لتنقله من عدن إلى بيتها في تلك الأرض التي ربطتها بعدن وشائج طيبة.

القواسم المشتركة بين الرئيس الأمريكي مونرو والمناضل محمد حرسي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ويبقى استخلاص الدرس يا أهل الدار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى