حضرموت ضحية التنمية الزائفة

> د. رزق سعد الله الجابري:

> ما حدث في حضرموت من جراء الأمطار والسيول الجارفة من إغراق للتجمعات العمرانية وجرف البشر والتربة والشجر كشف الوجه الزائف للتنمية والشعار الكاذب أن حضرموت شهدت نقلة نوعية في البنية التحية لم تكن موجودة في العهد الشمولي.

والبعض الآخر يقول إن حضرموت خصص لها أكثر مما تستحق من مخصصات التنمية (هذه مقتطفات من مقابلات سابقة في قناتي الجزيرة والعربية الأكثر موضوعية في تغطية الكارثة) والحقيقة الغائبة أن التنمية التي يتحدثون عنها والمخصص هي قطرة من بحر النفط الحضرمي وقشرة من أسماكها وأوقية من ذهبها، وقد ذهبت في مهب الريح لأن خطط التنمية تم وضعها في جلسة قات أو شطحة أمام الجمهور مثل الطرقات الدولية التي لم تغب ثانية من أي خبر مرئي أو سمعي هي التي أغرقت حضرموت فما أن تدفقت السيول حتى جرفتها وطوت طبقتها الإسفلتية ورمت بها في فتحات الجسور الضيقة فتحولت الشوارع إلى بحيرات وربما كان هذا الهدف لزيادة مخزون المياه الجوفية لأن حضرموت واقعة في منطقة جافة وبذلك يزيد الضغط ويدفع بالنفط إلى أعلى ويزيد الضخ والإنتاج.

الآن وقد وقعت الكارثة علينا مجابهتها وصم آذاننا من شعارات حضرموت التاريخ والحضارة والإعلام صراحة: حضرموت أولاً: نموت وتحيا حضرموت، علينا أن نتجه إلى الإعمار وكما عمر الحضارم شرق الأرض وغربها قادرون أن يعيدوا ما دمر بمنهج علمي وخطط محكمة مبنية على مبدأ المحاسبة الذي غاب عن حضرموت وكنت أتوقع من المجالس المنتخبة والمعينة أن تستدعي المسؤولين عن تداعيات الكارثة واستفسارهم كيف أجازوا مثل هذه المشاريع مع وجود فرق بين المواصفات على الورق والواقع أو أن يكون المسؤول عن التنمية بحضرموت خلال المدة الماضية شجاعا يقدم استقالته من منصبه ويعتذر عن سوء إدارته للتنمية مثل ما فعل كولن باول وقالها صراحة نحن نكذب وهذا لم يحدث.

إن إعمار حضرموت لا ينبغي أن يكون عن طريق مد يد التسول لأن هذا ليس من قيمنا وثقافتنا بل أن يخصص جزء من نفطها ويسلم إلى الهيئة الأهلية لإعمار حضرموت، ثانياً تأسيس شركات مساهمة لخدمات حقول النفط برأس مال حضرمي تقوم بتشغيل عمالة حضرمية، لأن ما يحصل من هذه الشركات تجاه العمالة الحضرمية أشبه ما يكون معاملة إسرائيل لغزة (اسألوا ما حصل لأبناء ساه عند زيارة وزير النفط السابق بحاح لشركات النفط العاملة هناك) وأن يقطع جزء من أرباح الشركات للتنمية المستدامة في حضرموت، أما بالنسبة لتنفيذ المشاريع فكفى ما حصل فالمناقصة تتم في حضرموت والمنفذون من الحضارم فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين.

أستاذ جغرافية السكان -جامعة حضرموت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى