> د.عبدالرزاق مسعد سلام:

الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره شرط مهم، بدونه تصبح أركان الإيمان ناقصة عند المسلم، ونعوذ بالله السميع العليم أن نكون من أولئك الذين لايؤمنون بقضاء الله وقدره.

لقد كان القضاء والقدر كبيرا ومهولا، ومثل فجيعة بكل المعايير لليمن ولأبناء حضرموت والمهرة خاصة، وأصبنا والأخيار في اليمن بالأحزان الكبيرة لما حل بأهلنا في حضرموت والمهرة من جراء الطوفان الكبير القريب إلى شكل الأعاصير المدمرة التي نالت من بلدان عظمى، وكان هناك الموتى، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، وكان هناك المصابون بالأمراض المختلفة والجرحى والمفقودون، وكان هناك الدمار الهائل الذي ضرب البنية التحتية بقوة وبشكل كبير منازل ومباني المواطنين من السكان بشكل متفاوت ليشمل أغلب مدن وقرى حضرموت والمهرة.

وقد استطاعت صحيفة «الأيام» المستقلة بمهنية عالية ورفيعة وبأخلاص وطني نادر أن توصل للناس صورة حقيقية عن معاناة أهلنا في حضرموت والمهرة، وأظهرت بالصور الناصعة كم هو حجم المأساة.

وإذا كان الإعلام الرسمي، وبالذات قناتا التلفزيون و(السعيدة)، قد سلط الأضواء بالصوت والصورة على الفجيعة إلا أنه لم يكن في مستوى الكارثة.. فما قدمته القنوات الفضائية في الأيام الأولى لم يكن بقدر المسئولية المطلوبة ولا في مستوى الكارثة التي حلت بنا وبالوطن، وعزاء الناس في مشاركة فخامة الرئيس لهم مأساتهم بشكل مبكر.

ولو أن المعونات والإسعافات وقوافل المحافظات إلى المحافظات المنكوبة والتي لازالت في طريقها إلى المنكوبين بعد أسبوع من الكارثة.. وكذا المعونات الخارجية قد أوكلت إلى لجان شعبية ومن الحكم المحلي في حضرموت والمهرة بكل فئاتها السياسية والاجتماعية ومنظماتها المدنية..لسهلت الأمور ولسارعت عمليات الإغاثة والإسعافات.. وستبقى مدن وقرى حضرموت والمهرة المتضررة بحاجة إلى خطة (مرشال) لإعادة بنائها السكني وبنائها التحتي مما يجعل من تلك المساعدات والعشرين المليار ريال المعتمدة من الدولة اليمنية لاتفي أبداً لإنهاء تلك المعاناة والنكبة المهولة.. ونلفت انتباه العالم والأمم المتحدة لإعطاء الاهتمام الكبير للمواقع الأثرية الحضارية التي تمثل إرثاً حضارياً عالمياً، مثل مدينة شبام ومواقع أخرى، ويبقى ما نطلبه من فخامة الرئيس أن يوجه بالبحث بشكل عاجل عن آلية جديدة تعتمد على السكان في المناطق المنكوبة، وتعتمد على مسئولين يخافون الله كثيراً.. وأكثر شفافية في التعامل مع آثار المأساة وإعادة البناء وباشتراك مباشر لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.