التغيير

> سلام سالم أبو جـاهل:

> قال تعالى: «إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، إذاً فالتغيير يبدأ من الداخل من أصغر جزء في هذا الكائن الحي، والتغيير هنا يعني تنقية تلك النفس وصقلها بما علق بها من خبائث، لتصبح صافية طاهرة، فينعكس ذلك الصفاء على الظاهر، فيبدأ التغيير المظهري على الواقع الذي بدوره يغير وجه الحياة العابس إلى سعادة ونماء واستقامة وعدل ومساواة.

فالتغيير رسالة سامية ترتقي بالأمة في شتى مجالات الحياة، وهي بذرة طيبة ولبنة قوية لبناء أجيال تتجاوز الأحقاد والخلافات، وتخمد نار الفتنة، فتتطلع إلى المستقبل بروح الإخاء والألفة لتجعل من تلك الرسالة السامية نواة فاعلة لتنير بسموها وقوة مبادئها أرجاء الدنيا، فيرتقي الهم الذي يحمله كل فرد في بلده لإخوانه والشعور بهم، وتحسس آلامهم على أي أرض وتحت أي سماء، فتتصاعد أيدي الإخوة لتحرر الإنسان من عبادة الإنسان إلى عبادة الرحمن، وتخرجه من ضيق الدنيا واتباع الهوى إلى سعة الدنيا ونعيم الآخرة وسمو الرجاء ويقين البقاء.

فالتغيير الذي يخالج النفس البشرية ويحييها لابد أن يكون له تأثير على الفرد والمجتمع من حوله، وإلا لم يكن ذلك تغييراً، وإن المرء الذي له في هذه الحياة رسالة ورؤية لتطبيق رسالته يكون امرأ ناجحا نجاحاً غير مسار حياته من البهيمة- التي خلقت لتأكل وتتمتع وتدفن تاريخها في تلك الحفرة الصغيرة- إلى الحياة الإنسانية التي خلقت لهدف سامٍ، هو عبادة الله وحده، في كل ما تقوم به من عمل حسيا كان أم معنويا، فتكون تلك النفس قد رسمت لها في هذه الدنيا حياة سرمدية موصولة بحياة الآخرة وذلك بما سطرت من مبادئ باقية بقاء الحق.

وليس المقصود بعبادة الله وحده أن يصلي المرء ويصوم ويحج فحسب، بل إن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، فالتفكير عبادة وإدخال السرور على الخلق عبادة، والإحسان إليهم عبادة، والابتسامة عبادة، والدفاع عن الحقوق ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، كل ذلك عبادة، قال تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى