دفاعا عن«الأيام»

> أديب قاسم:

> دور صحيفة «الأيام» في الصحافة الحديثة يعد (صحافة عليا) بامتياز..ذلك أن الصحافة الحديثة (أولا) هي صحافة جماهيرية - صحافة رأي عام (public opinion).. ونحن قد تعلمنا هذا من الغرب في زمن العقود الاجتماعية من الالتزام بالآلية الديمقراطية.

وهي في هذا الإطار تمثل وجها من وجوه المعارضة غير المقيدة باتجاه حزبي، مما يفرض عليها خطا واحدا.. بل إن اتجاهاتها في اتساق مع (التعددية السياسية والفكرية) بما يصب في مصلحة الجماهير، دون المساس بالمصلحة العليا للوطن. ومن هذا المنطلق العام والواسع تجدها غير مقيدة، بل ملتزمة بدعم مزايا السبيل المغاير (على الأصح) للسبيل الذي تبنته الحكومة وسلكته.. وهذا هو المنحى الديمقراطي للصحافة الحرة الذي تعتنقه هذه الصحيفة «الأيام» وكما عهدناها منذ أن تأسست على يد عميدها محمد علي باشراحيل (رحمة الله عليه) في خمسينات القرن المنصرم إبان فوران حركات التحرر الوطني، للانعتاق من نير المستعمر الأجنبي، ومن قوى التسلط والقهر والاستبداد حيثما وجد: طاغية.. وشعب!

ولأن الصحافة الحديثة (ثانيا) تعد في عصرنا- بعد زوال الاستعمار ومعه القوى الظلامية، وبانتقال الحكم إلى قوى التحرر الوطني ثم مع قيام أنظمة ديمقراطية - صحافة مستقلة أو ذات نهج استقلالي تعمل كواسطة العقد بين المجتمع والدولة، بل وكداعم للدولة لا تتعدى الأطر الديمقراطية.. فأصبح المفهوم الجديد لدور الصحافة - وهو ما شغلته صحيفة «الأيام» بمهنية عالية منذ أن عادت للظهور على يد الناشرين الفاضلين (هشام وتمام باشراحيل) ومن دون دعم حكومي يقيدها، بل باستقلالية كاملة شأن كل صحيفة ناجحة.. وخلافا لكل الصحف التي نشهدها في اليمن - أصبح هذا المفهوم يميز الدور المنوط بهذه الصحيفة بوصفها (صمام أمان) لضبط نزوات المجتمع (الدولة بكامل هيئتها أفرادا وتركيبا) الخطرة، كي لاتنتشر بشكل يسبب أذى للجمهور، وهذا هو الرأي السائد الساند لحقيقة دور الصحافة النزيهة:

A safty valve through which the dangerous humours of society can expand without evil to the community

والمعنى في السياق أعلى..

أما أن تتعرض «الأيام» لتهديد بعض الموتورين ممن يقف وراءهم نافذون في السلطة، إذ يخشون منها قيامها بالكشف عن الفساد! فالمسألة هنا هي في يد من يملكون مقاليد الدولة، إذ هي منوطة بمن يمارسون السلطة التي عليها حماية الحريات الديمقراطية، وتأمين مناخ مواتٍ للنقد والنقد الذاتي، وللرأي والرأي الآخر، وذلك بالنظر إلى صحيفة كـ «الأيام» تتسم بحيوية لا غنى عنها في كل مجتمع ديمقراطي، ومن حيث إنها الوسيلة اللازمة لحياتنا اليومية، إذ وقفت نفسها على الخدمة العامة، وحسب رأي أساطين الصحافة إنها شأن كل صحيفة صالحة:

occording to its ability..»

accurately to reflect the hopes، and successfully to fight for the

«public welfare, of its community

(Roy W.Howard)

أي: «نظرا لقدرتها على أن تعكس آمال مجتمعها بأمانة ودقة، وأن تكافح بنجاح من أجل المصلحة العامة لمجتمعها». فإن الدفاع عن «الأيام» وحمايتها، لهو من صميم مصلحة الدولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى