إغاثتهم لا إذلالهم

> فؤاد باضاوي:

> تسابُق الجهد الرسمي والشعبي الداخلي والخارجي العربي والإسلامي والدولي في تقديم مواد الإغاثة للمنكوبين والمشردين والمتضررين من كارثة الأمطار والسيول الجارفة في محافظتي حضرموت والمهرة جسد روح التعاون والتكافل والتعاضد والتضامن، وتسامى في معانيه الإنسانية وقيمه النبيلة.

فكان بلسما مخففا لأحزان وآلام أهلنا ممن أفقدتهم الكارثة آباء وأبناء وأناسا أعزاء، ودمرت منازلهم وممتلكاتهم، وأصبحوا بين ليلة وضحاها منكوبين مكلومين لا حول لهم ولا قوة بعد لطف الله بنا.. ونحمد الله الذي لايحمد على مكروه سواه.

كل تلك الجهود الإنسانية النبيلة تستحق الشكر والامتنان والتقدير، كما أنها واجب أقره الدين الإسلامي الحنيف على المسلم تجاه أخيه المسلم والإنسانية جمعاء.

لكن أن تستغل هذه الكارثة لأغراض حزبية ومفاهيم ضيقة فهذا ما لايقره ديننا ولا تقبله حضرموت وأهلها، وهذه السلوكيات يجب ألا تشوه الجهود الخيرة النبيلة وتفرغها من محتواها الإنساني النبيل، وعلى أصحابها أن يبحثوا عن مكان آخر غير حضرموت التي ترفض رفضا قاطعا المتاجرة بآلامها وأحزانها، وعار علينا أن نسكت على مثل هذه التصرفات اللا إنسانية التي يجب أن نبعدها من ساحات الإغاثة، وأن نعز أهلنا ولا نذلهم، فحضرموت برجالها وأموالها وخيرها الوفير ومسئولية الدولة تجاهها لا تحتاج لحزب أو تنظيم أو غيرهما ليغيثها، والشواهد والمواقف الإنسانية الرائعة التي لامست القلوب والأفئدة من أبنائها من رجال الخير المغتربين والمحليين وتجارها ومن كل الوطن وخارجه كثيرة وكبيرة، ومازالت متواصلة حتى اللحظة، وهناك جهود وأدوار إنسانية أبى أصحابها أن يعلنوا أو يتباهوا بها مبتغين أجر الله وحسناته، ناهيك عن الأدوار الطوعية للعديد من الناس في غير اتجاه، وهذه هي حضرموت، وهكذا عُرف أهلها بعشقهم وإخلاصهم لها، وبتكاتفهم وتعاونهم وتلاحمهم في الشدائد والمحن.

نعم.. التحزب والحزبية والكسب السياسي الرخيص ليس هذا موقعه ولا وقته، وليس من حق أحد المتاجرة واستغلال محنتنا ونكبتنا وإذلالنا بجالون زيت أو بوزة ماء أو بسكويت أو غيره، واستغلال المعونات المقدمة من بعض التجار والمنظمات الخارجية وتقديمها للمتضررين ولمناصري حزبهم، فأي خير يدّعونه وهم يسقوننا الماء وعلى بوزهم يافطات، وعدسات كاميراتهم تصورنا لتعرض أزمتنا ذات يوم لأغراض انتخابية. فلوجه الله كفوا عن أذية أهلنا، يكفيهم ما حل بهم من بؤس وتكفيهم معاناتهم وأحزانهم، واتقوا الله في أنفسكم وفيهم، وابعدوا يافطاتكم إن كنتم محبين لحضرموت وأهلها، فساحات الخير والعطاء مفتوحة للجميع، وحق عليكم إغاثة المنكوبين في حضرموت بعيدا عن الإساءة لهم وكفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى