زنجي داس على قدمي

> برهان عبدالله مانع:

> صفعت امرأة بيضاء طفلاً في حانوت وقالت له:«أنت الزنجي الذي داس على قدمي»، فسكت الطفل المسكين ووقف دون حراك، وكان يدعى «مارثن لوثر كنج» المولود في ولاية جورجيا في «5 يناير1921م».

الذي نشأ ولمس عن قرب شديد التصعب العنصري في مجتمع يتلذذ في اضطهاد العبودية، ومنذ الخامسة عشر سنة تابع مارثن دراسته حتى تخرج من جامعة بوسطن حاملاً شهادة الدكتوراه في الفلسفة وكان باستطاعته أن يبقى في الشمال ويعيش عيشة حسنة، لكنه عاد إلى الجنوب ليصبح «قساً» وفي عام 1955م نظم حملة دعى الزنوج إلى مقاطعة الحافلات الكبيرة التي يمتلكها البيض وراح الزنوج يسيرون مشياً على الأقدام إلى أماكن أعمالهم واستمرت المقاطعة (381) يوماً..

وبهذا يسعى مارثن ويطالب بلاده بأن تعيد تخطيط سياستها الخارجية حتى لا تظل صورة الأمريكي في أذهان سكان العالم مشوهة.

ولكنها تفاقمت وتشوهت وتلوثت حتى يومنا هذا بفضل السيد بوش، ويكرس مارثن خطاباته في المناداة بعدم اللجوء إلى العنف من أجل منح الحقوق المدنية وسيادة الحرية والعدل للزنوج، وبعد ذلك تحصل مارثن على جائزة نوبل للسلام عام 1964م.

وقال حينها: شكراً للسماء لأنني فزت بجائزة نوبل، وهذا يعني أنني سأضيف53123دولاراً قيمة الجائزة إلى صندوق حركة الزنوج.

لكن جاءت الساعة المتأخرة من ليلة 5/4/1968 وتنطلق رصاصة القناص لتضع حداً لحياة وزعامة مارثن.

من أجل استمرار نزوات الحكام الأمريكيين.

لكن في اعتقادي استمرار النضال السلمي والإيمان بالحرية والعدل والمساواة يأتي لنا بمشهد حقيقي في قصة تحدٍ بعد «40» عاماً، تبرز المبادئ الخالدة .

ويكشح بأقدام ثابتة الرجل الإفريقي «باراك حسين أوباما» ويفوز برئاسة الولايات المتحدة.

ولا يعنينا إن كان من أم ديمقراطية أو أب جمهوري ولا يشغلني ديانته أو مذهبه لان هؤلاء الساسة الأمريكان عهدناهم دائماً في نصرة اليهود وشفط خيراتنا إن كانت في الخليج والوصاية على الشرق الأوسط وسياستهم الخارجية ثابتة لا تتغير.

لكن علينا أن نتعلم من الشعب الأمريكي معنى «إرادة التغيير» وتعلم حرية الاختيار والانتخاب وكيفية نيل الحقوق ومقت العنصرية.

فهل نتعلم منهم من الحوار ومعرفة متى نعارض وآلية تحقيق أهدافنا العادلة.. وعلينا أن نتغذى بالوعي ونسمو بالأحلام ونرفع راية وطننا عالياً.

فبعد رحيل جمال زعيم الأمة العربية أصبحنا نصفع في اليوم مليون مرة في أوطاننا.

وتبقى فلسطين الجريحة محتلة، وينام بالسم عرفات ويضيع عراق العروبة وفي الوطن الواحد أصبحت الصورة حمراء قادة وعسعس وعملاء فكفى.. فمن العيب أن نظل نداس تحت الأ «......»!؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى