منتخب الشباب وقع مسحوراً في الفخ

> «الأيام الرياضي» جميل عبدالوهاب:

> منذ فترة ليست بقصيرة ومنتخبنا الوطني (الأول) يمارس ضد جماهير اللعبة كل صنوف الذل والسقوط، وكنا نقول في ذواتنا، البركة في منتخب الشباب .. ولكنه ظهر في التصفيات الآسيوية الأخيرة أشبه بكتاب بلا حروف.

حيث وقع مسحوراً في الفخ بثلاث هزائم ساحقة ماحقة ومتتالية.. صحيح أننا توقعنا فوز منتخبنا،كما توقعنا التعادل وتوقعنا كذلك هزيمة منتخبنا.. ولكننا لم نتوقعها هزائم هي أقرب إلى الفضائح..فأمام المنتخب الياباني ظهر منتخبنا ملفوفاً بالبطء..البطء في كل شيء..من تناقل الكرات إلى التمريرات إلى بناء الهجمات..وحتى في تصفية منطقتنا المحرمة من الهجمات اليابانية الخطرة..وفي الجانب الآخر ألغينا أسلوب التعامل بطريقة رجل لرجل- يعني الرقابة اللصيقة (الإيجابية)- وتخلينا عن اللعب بأسلوب الضغط على حامل الكرة.. وتركنا لاعبي المنتخب الياباني يسددون بكامل الحرية ومن خارج خط الـ18..وظلت الجهة اليمنى لمرمانا الثغرة التي نفذ منها المنتخب الياباني..وبالتدريج تحول خط دفاعنا إلى ثغرة متكاملة وتحولت منطقتنا المحرمة إلى مدينة خالية من السكان، فكانت النتيجة خمسة أهداف ولجت مرمانا دون رد.

والمشهد أمام المنتخب السعودي لم يختلف كثيراً، فالأهداف الأربعة التي ولجت مرمانا عبرت عن فشل لاعبي منتخبنا من تدمير صوت الصمت فقد عاش لاعبو منتخبنا في المنفى والضنك، فلم يجد لاعبو المنتخب السعودي أي صعوبة في هزيمتنا..والمنتخب الإيراني أيضاً ناله من الحب جانب فلم يعدم الوسيلة لهزيمتنا، فقد انسل خفيفاً ولدغ مرمانا في الشوط الأول بهدف ، ومثله في الشوط الثاني، يعني مرمانا استقبل (11)هدفاً في ثلاث مباريات..وبالعودة مرة آخرى لمباراتنا أمام اليابان نقول: هذه المباراة وجهت ضربة (معنوية) للاعبينا..بمعنى، لانقول الفوز على المنتخب الياباني ولا حتى التعادل معه، ولكن ننهزم بمعقولية..ولأن النتيجة جاءت خارج المألوف فقد أدى ذلك إلى انهيار معنويات لاعبينا أمام السعودية وإيران..وكان على الجهاز الفني للمنتخب إدراك حقيقة وأهمية نتيجة مباراتنا أمام اليابان باعتبارها مباراة افتتاحية لمنتخبنا- ونتيجتها تكون مؤثرة فعلاً، فهي إما تدفع بنا إلى الأمام، أو تقذف بنا إلى الخلف!!.

ويبقى السؤال:ماذا عن الاستعدادات الداخلية والخارجية والمعسكرات الخارجية والمباريات التجريبية الودية؟!وماذا عن تصريحات مدرب المنتخب الكابتن فضيل عن جاهزية المنتخب الإيجابية والجيدة؟!وتبقى أسئلة هامة أخرى تتعلق بسبر أغوار الكرة اليمنية..هل الكرة اليمنية ومن ثم منتخباتنا الوطنية تعاني من أزمة تخطيط وإعداد؟!أم تعاني من أزمة وجود العقول الكروية الفاعلة والمؤثرة؟! أم الأزمة في عدم وجود لاعبين على قدر عالٍ من الموهبة والمستوى؟! أم أن أزمة الكرة اليمنية هي أزمة عامة؟!!.

في تصوري الشخصي إن معالجة أزمة الكرة اليمنية تنطلق من الإجابة على كل هذه الأسئلة مجتمعة. .ولتكن انطلاقة اتحاد الكرة من خلال وقفة فنية لمشاركة منتخبنا الوطني للشباب في التصفيات الآسيوية، والإجابة على السؤال الآتي: لماذا سقط منتخب الشباب بهذه القسوة؟!

وفي إطار الرد على هذا السؤال ينبغي الغوص بعمق لاستيعاب جملة الأسئلة المذكورة آنفاً،(فاستيعاب الأسئلة تعني نصف الإجابة الصحيحة).

ونتمنى بعدها رؤية إجابات تساهم في انطلاقة الكرة اليمنية بشكلها الصحيح والعقلاني،ما لم يتم ذلك فستظل مشاركة منتخباتنا مجرد أحداث آنية، وعليه ستظل أيضاً تقييماتنا لهذه المشاركات تضربها الآنية، فلقد تحولت الكرة اليمنية إلى إرث كامل من التخلف وعودة ذميمة إلى أسوأ مراحل الكرة اليمنية..إلى الفترة المظلمة.. فمتى نشهد فترة ميلاد الكرة اليمنية التي ستتخطى حدود الجهل وقيود التخلف؟!!.. إننا نعيش حالياً خطة تفتيت الكرة اليمنية.. هذا ما شهدناه ونشهده، وهذا ليس إلا طرفاً من تفصيل بين تفاصيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى