نحن لا نرفض التغيير

> «الأيام» روض يحيى قاسم سهل - ثانوية عدن النموذجية /المنصورة - عدن

> خلق الله الناس من ذكر وأنثى وفقا لنظام معين يختص به كل منهم، ومن المعروف أن كلا من الذكر والأنثى ينفرد بصفات تميزه عن الآخر، ولا يعقل أن يمارس الذكر دور الأنثى والعكس صحيح، ولكن قد تتحول الأدوار ويصبح الذكر أنثى والأنثى ذكر.

وذلك يرجع إلى عيوب خلقية تقتضي إجراء عمليات تسمى بـ (عمليات التعديل)، ولكن ماذا عن الذين يقدمون على إجراء العمليات لرغبة شخصية (كعمليات التحويل) أي لغرض البحث عن الجمال، وهم يعتقدون أن الجمال قد يوصلهم إلى تحقيق أهدافهم.

فأولئك يصح أن أشبههم بالذين يصعدون صعود (العليق)، فحينها يدركهم لغوب، ويصبح فكرهم مشوها مليئا بالندوب.. ومن وجهة نظري أن من المرغوب أن تكون جميلا، ولكن ليس مطلوب أن تكون الأجمل!، فهناك من ينظر للجمال نظرة سطحية تقف حدودها على الشكل الخارجي كأولئك الذين يلجأون إلى (عمليات التجميل) التي بنظرهم يجدونها وسيلة للبقاء بشكل أجمل، فإن ذلك أبعد من الحقيقة، فقد يكونون غافلين عن الآيتين الكريمتين «ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم» و «في أي صورة ماشاء ركبك».. فالإقدام على تلك العمليات تعد صورة من صور التعدي على خالقنا، لأنه تغيير في خلق الله سبحانه وتعالى، فنحن لا نرفض التغيير وإنما يجب أن نسعى إلى التغيير الذي يجردنا من الجهل والشرك ويرتقي بنا.

فأولئك تناسوا أن الجمال جمال الروح وصفاتها، وأصبحت ثقافتهم محدودة بالبحث عن الجمال وعدم التعويل على الأساليب التي توصلهم إلى الجمال الكامل من وجهة نظرهم .. وهناك كوكبة تنظر للجمال بمنظور أوسع وأشمل فالجمال جمال الروح والأخلاق والشرف، فيجب أن نتوخي دوما الصدق والوضوح والليونة في المعاملة للوصول إلى مبتغانا، ويجب أن ندرك حجم التبعية التي قد تكون على عاتقنا في تربية أجيال أصحاء الفكر بعيدين عن الشوائب، ويجب أن نغرس الثقة ومعنى الحرية الصائب لكي نؤسس جيلا متنورا متطلعا في كل ما يصبوا إليه من النجاح والتفوق حينها نصبح أمة يحسب لها ألف حساب تتطبع بالسؤدد وتبلغ شاؤا عاليا.. رأينا أنموذجين من الناس منهم الصائب ومنهم الخاسر وبينهم بون شاسع والأريب من يدرك ذلك ويفهمه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى