قصة الحضرمية العجوز مع عبدالقادر هلال

> أحمد عبدالله امزربة:

> ونحن نطالع صحيفة «الأيام» الغراء كعادتنا ونناقش مواضيعها خرجت من أحد الحاضرين جملة قال: «أنتم (وكان يقصدني دون غيري) أصبحت عندكم صحيفة «الأيام» زي صحيح البخاري ومسلم، كل مايكتب فيها مصدق»، كنت المقصود بين الحاضرين، لكني أشفقت عليه لأني أحسست أنها (طحست عليه)، وهو أحس أن الحاضرين استاؤوا كلهم، ولست وحدي، وتداركت الموقف وقلت للجميع :

بانعتبر كلام صاحبنا (ضرطت بعير في خلا)، لأن صاحبنا يعلم أنني أعرفه قبل الوحدة وكيف كان، وبعد الوحدة كيف أصبح فاحش الغنى بفضل منصبه مستفيد من حالة الفساد بكل أشكاله وألوانه، ومثله لايحق له أن يتكلم عن الصدق والنزاهة، لذا عدنا لمطالعة ومناقشة صفحات صحيفة «الأيام» الغراء، وبالتحديد مقالة للأستاذ والكاتب المبدع نجيب محمد يابلي، ومقالة للأستاذ العزيز د.هشام محسن السقاف في العدد (5560) - الثلاثاء 18 نوفمبر 2008م، والمقالتان كلاهما تتحدث عن مناقب الأستاذ عبدالقادر هلال ونص استقالته المؤثرة، وقرأت قصائد القصيبي وموقعها من الأستاذ عبدالقادر هلال والمقارنة الرائعة والتشابه في جملة (ما أشبه الليلة بالبارحة)، قال صديق لي حضرمي كان من بين الحاضرين: بصراحة يا إخواني لو عرفتم الأستاذ عبدالقادر هلال عن قرب وأنتم في إمكانية القصيبي الشعرية ستقولون في هلال أجمل ما قاله القصيبي نفسه، وبدأ يسرد لنا قصة المرأة الحضرمية العجوز مع عبدالقادر هلال، قال صديقي الحضرمي: عندما كان هلال محافظ حضرموت شهدت المحافظة نقلة نوعية شاملة، وكان نقله من المحافظة خسارة كبرى لحضرموت وأبنائها، لأن هلال الإنسان قبل المسئول فتح داره إلى جانب مكتبه لكل المواطنين يستمع لمشاكلهم وهمومهم، حتى أن معاملات المواطنين في عهد هلال كانت تتم بكل يسر وسهولة، وقال صديقي الحضرمي إنه ذهب في إحدى المرات إلى منزل المحافظ هلال في اليوم الذي يستقبل فيه شكاوى المواطنين في منزله، وكان ديوان منزله مكتظا بالناس، وقد أتيت متأخراً كان حظي أن أكون واقفا بجانب باب الديوان وإذا بامرأة عجوز قادمة وقفت إلى جانبي تسأل عن المحافظ هلال، وأنا أشير لها بيدي إلى داخل الديوان حيث يجلس المحافظ، شاهدها المحافظ وقام متجها نحوها ويسأل أيش مشكلتك ياحاجة؟ بدأت العجوز تشكو تقصير أحد أبنائها نحوها، وقبل أن تكمل ربت المحافظ على كتف العجوز وهو يقول طيب .. طيب تعالي، وأدخلها إلى الدار وبعد نصف ساعة تقريبا خرجت العجوز يسندها المحافظ هلال تدعو له بالخير، قال المحافظ لسائقه: خذ العجوز إلى دارها وخذ منها عنوان الدكان الذي يعمل به ولدها وقل له يقول لك المحافظ إذا عندك فرصة عشر دقائق يريدك المحافظ لموضوع خاص (لم يرسل له أطقما وعساكر بل أرسل سيارته وسائقه) عاد المحافظ إلى الديوان يرد على مشاكل المواطنين وماهي إلا لحظات حتى رجع السائق ومعه شخص في العقد الثالث عرفت أنه ولد المرأة العجوز (والكلام لصديقي الحضرمي) خرج المحافظ من الديوان ودخل مع الشخص غرفة بجانب الديوان جلسا فترة من الوقت لحالهما بعدها خرجا من الغرفة والمحافظ هلال يقول للشخص إن شاء الله مانسمع منك إلا خير، قال الشخص:

أبشر مابتسمع إلا خير، ويأمر المحافظ سائقه أن يعيد الشخص إلى دكانه، وأردف صديقي الحضرمي: هذا النبل في المحافظ هلال لم أرَ مثله في حياتي ولاسمعت مثله قط، لأن المحافظ هلال احترم خصوصية المشكلة ولم يناقشها لا مع العجوز ولا مع ابنها أمام الناس، وكأن المحافظ هلال والعجوز وابنها من أسرة واحدة يناقش معهم المحافظ مشكلة عائلية، وأضاف صديقي الحضرمي: لانعلم ما الذي دار من حوار بين المحافظ والعجوز وابنها، إلا أنني استنتجت أن المرأة العجوز كانت تشكو من تقصير ابنها نحوها. ويقول صديقي الحضرمي: لكن الصدفة العجيبة أنني بعد عام من حصول هذا الموقف أمامي كنت في صالة مطار الريان أستعد للمغادرة إلى الأراضي المقدسة لأؤدي فريضة الحج، وإذا بالعجوز وابنها أمامي في الصالة نفسها يستعدان للمغادرة أيضا إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وسنحت لي فرصة أثناء انشغال ولد العجوز بالإجراءات، وسألتها ألست أنت التي رأيتك في منزل المحافظ قبل عام، قالت : نعم أنا.. كان ولدي هذا مقصرا في واجباته نحوي، ولكن من يوم ماجلس معه (عبدالقادر) دون أن تقول (هلال) أو (المحافظ) وولدي هذا أبر بي من كل إخوته، وهاهو اليوم ذاهب بي لأداء فريضة الحج من حر ماله، وهي تدعو لعبد القادر هلال بالخير، قال صديقي الحضرمي: ودعوت أنا له كذلك معها بالخير .

عندما انتهى صديقي الحضرمي من قصة العجوز مع عبدالقادر هلال قلت للحاضرين: ألا ترون معي أن هذه الشخصية نادرة في زمننا هذا، وأن هذه الأخلاق والقيم نادر أن تجدها عند مسئول، قال الشخص الذي (طحست عليه الكلمة) في بداية حديثنا: والله ياجماعة إنكم رجعتوا عبدالقادر هلال (عمر بن عبدالعزيز). طفح كيلي، وقلت له: لأنك لا أنت ولا أمثالك باتكونوا في نزاهة ولطف وتواضع هلال، ولا في صدق وشفافية صحيفة «الأيام» والناشرين هشام وتمام باشراحيل، لأن وراء استقالة هلال أصحاب المصالح الضيقة، الذين تزعجهم نزاهة وأمانة الأستاذ عبدالقادر هلال، وهم أنفسهم وراء الاتهام الرسمي لصحيفة «الأيام» ونعتها بصحيفة الانفصاليين لانزعاجهم من شعبيتها الواسعة وشفافية وصدق طرحها، وتمتع الناشرين بحسن الخلق ومكارم الأخلاق، متبعين سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ورأس المتأدبين، وقد أمره الله تعالى بالتواضع وحسن الخلق ومكارم الأخلاق، فقد قال تعالى :(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الأعراف/199، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : «علموا ولاتعنفوا، فإن العلم خير من العنف».

اللهم ارزقنا مكارم الأخلاق.. اللهم آمين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى