> القاهرة «الأيام» منى سالم :
قوات مكافحة الشغب
وهي المرة الثانية في اقل من اسبوعين التي تقع فيها احداث شغب في مصر بسبب اتهامات من المواطنين للشرطة بتجاوز صلاحيتها وبانتهاك القانون.
ففي العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري شهدت محافظة شمال سيناء احداث شغب واسعة بعد اتهامات من بدو سيناء لاحد ضباط الشرطة بقتل ثلاثة منهم وترك جثثهم بالقرب من مستودع للقمامة.
وقالت الشرطة ان الرجال الثلاثة كانوا مسلحين وتم اطلاق النار عليهم بعد ان رفضوا التوقف عند نقطة تفتيش قرب الحدود مع اسرائيل وهو ما نفاه البدو قطعيا.
وبدأت الحوادث في مدينة اسوان (900 كلم جنوب القاهرة) مساء السبت عندما قتل عبد الوهاب عبد الرزاق (40 سنة) وهو تاجر طيور في منزله برصاص ضابط شرطة قال انه مهرب مخدرات، حسب الراوية الرسمية للشرطة.
ولكن وفقا لروايات الاهالي فان الغضب تفجر بعد ان قتل ضابط الشرطة الرجل اثر مشادة بينهما تبادلا خلالها الصفعات.
وروى عضو المجلس المحلي عن احدى قرى محافظة اسوان فوزي سيد جاير وهو من قيادات النوبيين في المنطقة لوكالة فرانس برس ان "13 شرطيا هم خمسة ضباط وثمانية من ضباط الصف ذهبوا الى منزل عبد الوهاب عبد الرازق للقبض على شخص يقولون انه تاجر مخدرات".
واضاف "عندما فتحت لهم والدته الباب وبدات تسألهم لماذا يريدون تفتيش المنزل عاملها الضابط الذي كان يقود الفريق بخشونة ودفعها بيده".
وتابع "عندما راى عبد الوهاب عبد الرازق الضابط يدفع والدته وبخه وحدثت مشادة كلامية بينهما صفعه خلالها ضابط الشرطة على وجهه فرد الرجل بصفعة مماثلة لرجل الشرطة فما كان من الاخير الا ان اخرج مسدسه واطلق رصاصة عليه اصابته في صدره وخرجت من ظهره".
واوضح الناشط السياسي في حزب التجمع اليساري المعارض عادل ابو بكر الذي يعد من اعيان النوبيين في مدينة اسوان ان شهادات شقيقات الضحية وزوجته في تحقيقات النيابة تفيد ان "رجال الشرطة قيدوا الضحية بعد ذلك بالقيود الحديدية ووضعوه في سيارة وهو مصاب واخذوا معهم الطلقة الفارغة التي استقرت في الحائط بعد ان نفذت من جسم الرجل".
وتابع ان "رجال الشرطة القوا بالرجل بعد ذلك جثة هامدة امام مستشفى اسوان وفكوا قيوده الحديدية وطلبوا من العاملين في المستشفى تسجيل الجثة على انها لمجهول رغم ان هناك شهود على كل الوقائع".
واوضح ان "مدينة اسوان ظلت منذ مساء السبت حتى الساعات الاولى من صباح أمس الإثنين مسرحا لصدامات بين قوات مكافحة الشغب والاهالي خصوصا من النوبيين الغاضبين الذين رفضوا تسلم جثة الضحية قبل ان يأخذوا بالثار من القاتل".
واضاف ان "الامور هدأت ووافق الاهالي على تسلم الجثة ودفنها عندما جاء المحافظ مصطفى احمد السيد في الساعة الثانية والتقى بالمتجمهرين امام المستشفى وفي الاحياء المجاورة لها وابلغهم ان الرئيس مبارك كلفه بان يتابع التحقيقات لاظهار الحقيقة كاملة من دون اي مجاملة للشرطة".
وساهم في التهدئة اعلان النيابة العامة انها قررت استدعاء مسؤولي شرطة مكافحة المخدرات في اسوان للتحقيق معهم في واقعة مقتل عبد الوهاب عبد الرازق.
وقتل مواطن مساء أمس الأول من جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع التي اطلقتها قوات الشرطة لتفرقة المتظاهرين الذين قاموا باعمال شغب واحرقوا خصوصا كل سيارات الشرطة التي وجدوها في طريقهم، وفق روايات الشرطة وشهود العيان.
وقال عادل ابو بكر انه تم القاء القبض على اكثر من ثمانين شابا من النوبيين عقب هذه الاحداث "ونحن نخشى ان تتم تحميلهم مسؤولية كل ما حدث".
ويبلغ عدد سكان مدينة اسوان قرابة 300 الف نسمة 20% منهم من النوبيين.
وكان تم تهجير اهالي النوبة من قراهم الاصلية على النيل بالقرب من اسوان الى مناطق صحراوية في الستينات مع البدء في انشاء السد العالي وبحيرة ناصر التي يتم تخزين مياه الفيضان فيها والتي غمرت مياهها القرى النوبية الاصلية. (أ.ف.ب)