على المشترك ألا يخطئ مثلما أخطأت السلطة على الجنوب

> علي هيثم الغريب:

> في 21 نوفمبر دشنت أحزاب اللقاء المشترك المرحلة الثانية من التشاور الوطني على طريق الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وأشار المجتمعون في أسباب وأبعاد الحوار إلى «غياب الرؤية الوطنية في معالجة الأوضاع في الجنوب وعدم الاعتراف بالقضية الجنوبية».

ولانعلم جيدا كيف سينظر المشترك إلى هذه الفقرة في مؤتمره القادم (مؤتمر الحوار الوطني الشامل)، ولكن عليه أن يدرك أن الجنوب يعيش أياما حالكة يُقتل فيها الأعزل ويقبض على رجالها وتنهب أراضيه وتصادر ثروته وتشتد حملات الصحف الرسمية علينا، تتهمنا باتهامات باطلة، وإذا كانت الأحكام غير القانونية التي نحن تحت سلطانها الآن تجعلنا عاجزين عن إسماع الرأي العام صوتنا على حقيقته، فلابد لنا من أن تسمعه أحزاب اللقاء المشترك، حتى لايتعلق بأذهان قياداتها وقواعدها ماتشوه به حقوقنا الطبيعية والسياسية، أما غرضنا فليس سوى إعادة أراضينا وثروتنا ومزارعنا، والاعتراف بشراكتنا بوطن 22 مايو من خلال الموجودين حاليا في السلطة من أبناء الجنوب.

وهذا غرض طاهر شريف، لايشوبه تعصب مناطقي ولارفض للوحدة بأي وجه من الوجوه، ووسيلتنا الوحيدة من أجل استرداد هذه الحقوق هي النضال السلمي المشروع، على أننا لانتجاوز الحقيقة إذا أكدنا أن المصدر الثقافي لنضالنا السلمي المشروع ليس فيه شيء من العداوة لأحد، وإنما مصدرها مجرد الإحساس الطبيعي لأبناء الجنوب في أملاكهم وقرارهم السياسي.

ومن هذا يتبين لكل منصف- سواء داخل المشترك أوخارجه- مشروعية مطالبنا، فضلا عن أنه مشروع أمام شرع الله (القرآن الكريم والسنة) وأمام القانون الطبيعي والإنساني، وهي مطالب أقرها كل أبناء الجنوب ، ومجمع عليها من جميع شرائح المجتمع بلا استثناء، وبهذا الغرض الشريف يجب أن يظهر الإخاء والتعاون التام بين العنصرين المؤلفين للوحدة (الشمال والجنوب)، وحسبنا أن نحيل كل مانقوله لكل من يريد تحقيق هذا الطرح على الواقع الموضوعي ليعلم أن الوحدة لاتبنى إلا من قبل العنصرين المكونين لها (الجنوب والشمال)، فمن هو ذلك الجنوبي الذي أظهر أنه غير راضٍ بالوحدة قبل أن تسلب أراضيه وثروته، وتغيب حقوقه ويصبح تمثيله في البرلمان والحكومة أقل من محافظة؟! ولاننكر أن الاستمساك بالوحدة قد أظهر لأبناء الشمال أننا راضون عن ماجرى بعد الحرب؟.

وكذلك لاننكر أن تطور الوسائل السلمية المشروعة- من الشكاوى والمناشدات والتظلمات إلى الاحتجاجات الجماعية والاعتصامات والمظاهرات- لم يكن إلا النتيجة الطبيعية لما قوبلت به هذه الوسائل المشروعة من الرفض والعنف وعدم المبالاة بإحساس شعب بقي سنوات ينهب ويسلب ويطرد من وظيفته، ويرفض أن يعطى له حتى الخبز والدواء أوقيمة الكفن.. شعب ينام عار وأطفاله يلتحفون السماء، بينما من نهب أرضه وثروته يراقص الدنيا في الداخل والخارج، وماكان يظن أحد أن تكون المكافأة الوحيدة عليها هي الإكراه بالقوة للرضوخ للموت البطيء.

وليعلم إخواننا في أحزاب اللقاء المشترك أنه مهما يكن من اللامبالاة التي ترافق خطابهم السياسي ومهما يكن من الشدة التي تستعمل للقضاء على القضية الأم (القضية الجنوبية) لدى أبناء الجنوب، فإنه لن يستطاع إرضاؤهم بمادون أرضهم.

وهنا يجب أن نلاحظ أن وسائلنا لم تسلم من سوء الفهم، فإنه يؤخذ من مطالبنا أن أبناء الجنوب يريدون (الانفصال)، والواقع أننا نريد الوحدة مع بقاء أراضينا وثروتنا وهويتنا، أما وقد نهبت أملاكنا فليس لنا رأي بالوحدة الحالية ولا بهامشها الديمقراطي ولابالانتخابات؟..

ومن تلقاء ذلك نؤكد لكم على أن هذه المطالب لم تكن خاصة بمواطن جنوبي دون آخر، ولا بهيئة دون أخرى، ولابرمز جنوبي دون آخر، ولابمسؤول في السلطة من أبناء الجنوب دون الآخرين، ولابحزب دون آخر، بل كل الجنوبيين في أمره سواء، كما أن وسائلنا ستظل حضارية ومشروعة مهما كان عنف السلطات وجرائمها، ولاشك عندنا في أن الخيرين يشاركوننا في الاقتناع بهذه الحقائق، فنحن في الجنوب المسلوب مافعلنا أكثر من أن نسأل أهلنا في الشمال أن يسمحوا لنا بأن نعيش على أرضنا بعد أن صرنا من المستحيل أصلا أن نعيش بدونها، وأنتم خذوا الوحدة والديمقراطية والتعددية.

هنيئا لكم إذا أردتم منعنا من المشاركة الكاملة بهذه الثوابت الوطنية، ونحن لم نفقد الأمل بالخيرين داخل أحزاب اللقاء المشترك، فقد يجوز أن نرى بصيصا من نجاح في مؤتمرهم للحوار الوطني الشامل بشأن القضية الجنوبية.

كما نطلب كذلك من الأخ عبدالوهاب الآنسي أن يعتذر للأخ حسين زيد بن يحيى، على مابدر منه من ألفاظ سيئة لاتليق برجل بحجم الأستاذ الآنسي، وإلا فإن أبناء الجنوب سيعتذرون عن حضور مؤتمر الحوار الوطني، فكم دهشنا وآلمنا حين وصلنا خبر سب وطرد أحد رموز الجنوب، مما يشعر بعنجهية المنتصرين السابقين والباقين .. وكأن الأخ الآنسي يريد أن يقول لنا إن أبواب الحوار مغلقة أمام أبناء الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى