ماذا تعني المواطنة لباراك أوباما ومنى ومريم الحاج؟

> نجيب محمد يابلي:

> يتجسد الوطن من خلال الانتماء، وأصحاب هذا الانتماء المواطنون الذين يمارسون مواطنتهم فينتزعون حقوقهم ويؤدون بالمقابل ما عليهم من واجبات، وترد تفاصيل تلك الحقوق والواجبات في دستور تلك المجتمعات، ويحمي ذلك التوازن القانون والنظام من خلال مؤسسات الدولة التي تعمل بمبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهناك الصحافة التي تسمى السلطة الرابعة.

كسر الناخب الأمريكي قاعدة (حصر وصول المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الأبيض فقط) وانتخب هذه المرة مرشح الحزب الديمقراطي الأسود باراك أوباما، وهنأه المرشح الأبيض للحزب الجمهوري جون ماكين بالفوز، وكان أوباما قد فاز في دوري التصفيات على مستوى حزبه، حيث حسم الديمقراطيون النتيجة لصالحه على منافسته هيلاري كيلنتون زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، ووقف الزوجان إلى جانب أوباما في نزاله الديمقراطي ضد منافسه الجمهوري.

مارس باراك أوباما كل شيء في إطار (حقوق المواطنة) ولا داعي للدخول في تفاصيل سيرة هذا الرجل الذي يتشاطر عملية إنجابه عام 1961 أب أفريقي من كينيا وأم أمريكية بيضاء، ومن حسن حظ أوباما أنه مارس حقوق مواطنته في إطار دولة مؤسسية، ومن سوء حظ الأختين (منى) و(مريم) الحاج جوليد، وهما من مواليد عدن، فالأولى من مواليد 1 ديسمبر 1974 والثانية من مواليد 28 أغسطس 1973م، ووالدهما الحاج محمود جوليد من مواليد الصومال عام 1905، واستقر في عدن منذ ربيع عمره حتى وفاته (رحمه الله) في عدن عام 1991، وكان يحمل جواز سفر رقمه (6367) صادر في عدن بتاريخ 10 يوليو 1952، كما حملت زوجته آمنة جامع بوراليه جوازاً صادراً في عدن رقمه (9992) بتاريخ 1 يونيو 1959، وبحوزة الأسرة سبع شهادات ميلاد لأبناء المذكورين صدرت في عدن قبل وبعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967.

قضية التعيستي الحظ منى ومريم الحاج، نصرها مسئولون عديدون، منهم عبدالله أحمد غانم وزير الشؤون القانونية الأسبق ود.يحيى الشعيبي محافظ عدن الأسبق، حيث أفاد الآخر في رسالة وجهها للدكتور رشاد العليمي وزير الداخلية، مؤرخة في 1 مارس 2005 أن المذكورتين لديهما تأكيد من معالي الوزير العليمي في 30 ديسمبر 1995، بأن طلبهما قيد النظر وملفيهما استوفيا الشروط، وهما معروضان على لجنة الجنسية، وأن طلبهما أغفل منذ ذلك الحين (10 سنوات حتى عام 2005 و13 سنة حتى مارس 2008).

ملف التعيستي الحظ منى ومريم الحاج حافل بصور من الرسائل الرسمية، وكلها لصالحهما، وبقصاصات من «الأيام»، من ضمنها موضوعان سبق أن نشرتهما «الأيام»، وتظلمات واستغاثات نشرتها «الأيام» أيضا للمذكورتين.

القارئ الحصيف لأوراق الملف سيستنتج فور اطلاعه أن النظام والقانون يعانيان من هشاشة العظام أو الكساح، لأن العمل المؤسسي كسيح، لذلك فالبون شاسع بين حقوق المواطن التي انتفع بها باراك أوباما وحقوق المواطنة الضائعة التي تلهث وراءها التعيستان منى ومريم الحاج. إنها شهادة للتاريخ ليس إلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى