ومن الحوار ما قتل !!

> عبده فارع نعمان:

> خلق الخالق الإنسان- أي إنسان - للعيش الكريم والحياة المستقرة والآمنة، وهي حياة لا يمكن أن تحظى بالأمن والاستقرار إلا بعنصر الحوار، (وجادلهم بالتي هي أحسن)، أما السلاح عندما يختلط معه الحابل بالنابل فلا يأتي منه إلا الدمار والخراب والموت قتلا وهي مآسٍ ما بعدها مآس.

فتكاد الحياة أن تؤول إلى الزوال في أي زمان ومكان، وربما كان لي السبق في الإشارة إلى أن للزمان قيمة لا تقاس ولو بأغلى الأثمان وأرقاها لأن الزمان حين يهدر لا يعوض إلا في أماكن معينة دون غيرها هي (الملاعب) وأؤكد ذلك للمرة الألف .. وطبيعي أن يكون للوقت في هذا الحال تأثير سلبي كبير في حياة الكائنات، وخاصة الحية منها، لأن أية دقيقة أو ثانية لا تدخل في الحساب تكون خسارة فادحة من عمر هذا الكائن أو ذاك، لاسيما الإنسان، وهو ما يؤكد الترابط الجدلي بين الزمان والمكان وعلاقتهما بتطور الإنسان وحياته في اكتساب ما يكفي من ضرورات الهواء والغذاء والماء .

من هنا يلاحظ الخاص والعام من الناس في اليمن بالمراقبة الدقيقة أن ساستنا ومفكرينا - إن وجدوا في السلطة أو المعارضة !! - لا يعيرون هذه المسألة العميقة الأهمية أي اعتبار حتى فيما يتعلق بحياتهم الشخصية وما يدور حولهم، كما لو كانوا لا يرون إلا أنفسهم دون أيّ من أفراد المجتمع الذي بالنتيجة لا ينفصل فيه أحد عن الآخر، وإذا حلت المصائب تعم الكل ولا تستثني كبيرا أو صغيرا ولا حتى أصحاب القوافل الكبيرة من الحراسات الشخصية، الكل يصبحون في مرمى التداعيات التي تتطور مع تطور هذا الزمان، ولا حسيب لها ولا رقيب، وكأن اليمن قد فقدت مظلة الإيمان والأمان، وانقشعت عن سمائها الحكمة، واختفى معها ومع الإيمان الحكماء والمؤمنون !!.

وبهكذا أوضاع لا نرى ولا نسمع إلا الموتورين الذين ربما لا يقدرون مسئولياتهم حيال الجماهير وهمومها، لا يساعدونها في تحسين المعيشة وتعزيز الأمن في كل المدن اليمنية وقراها والأحياء، لأنهم جثث بلا أرواح، بل (خُشُب مسندة) لا يدركون متطلبات ما يجب عليهم تجاه الإنسان اليمني كإنسان، وعلى وجه الخصوص العناية والاهتمام الكبيرين بسلامة الأطفال والنساء والشيوخ، ورعايتهم الرعاية الكاملة، حتى لا يتعرضوا للخوف من هرطقة التطورات أو التلويح بالعنف، لأن البني آدم داخل المعارضة والسلطة مدعوون رغم كل التناقضات إلى عدم تصعيد الاحتقانات لأي سبب كان، إلا بتقوى الله في هؤلاء، كي لا يكونوا وقود التداعيات غير المسئولة، ولنا في الحياة تجارب وأمثال - كلها مُرَّة - لا تُنسى ولا تتبخر، فهل نتعظ أو نتراجع عن المضي في مهب الشيطان .. حتى لا تكون السلطة أو المعارضة (نبتة شيطانية) لا تفكر إلا بالعنف أو الاحتراب بدلا من الحوار ؟؟ .. ومع ذلك فلا سبيل لنا إلا الحوار الصادق والهادف لأن فيه الضمان الأكيد لمخارج وحلول من شأنها وضع حد نهائي لمفاقمة الأمور، أو نسلِّم بحلول موتورة لا نتيجة لها إلا القتل، ليقال حينئذ (ومن الحوار ما قتل) على غرار (ومن الحب ما قتل).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى