حفظ الله أمير المخبرين

> عبدالفتاح حيدرة:

> الحقيقة كنت أتمنى أن يكون الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر يمنيا، أو يعرف حتى عن وجبة بنت الصحن اليمنية، ويؤلف عليها بيتين من الشعر، التي يتعاطاها المدمنون أمثالي للترفيه عن أنفسهم..

عندما يستقيل الهلال عن تزيين المساء في وطني ليصبح الليل والنهار ظلام بسبب الخوف من الأحبار السرية والتقارير الاستخباراتية، فهاهو يقول في أحد قصائده:

تهت عن بيت صديقي ... فسألت العابرين

قيل لي امش يسارا ... سترى خلفك بعض المخبرين

حط لدى أولهم

ستلاقي مخبرا يعمل في نصب كمين

اتجه للمخبر البادئ ... أمام المخبر الكامن

وأعدد سبعة ً ثم توقف ... ستجد البيت وراء الخبر الثامن

في أقصى اليمين

(حفظ الله أمير المخبرين)

فلقد اتخم بالأمن بلاد المسلمين

أيها الناس اطمئنوا

هذه أبوابكم محروسة في كل حين

فادخلوها بسلام ٍ آمنيين

(حفظ الله أمير المخبرين)

يا سادة كي لا أطيل عليكم من يعرف منكم الأستاذ/ عبدالقادر هلال، كمدير مديرية أو محافظ محافظة أو وزير وزارة أو رئيس لجنة وطنية من قريب أو من بعيد سيظل يحمل له الشكر والتقدير والعرفان على دماثة أخلاقه وحسن تعامله مع الصغير قبل الكبير، وقبل هذا وذاك وطنيته وحسه الوطني القومي والوحدوي التي غرسها فيَّ أنا شخصياً وأنا الذي عرفته طفلا في المرحلة الابتدائية عندما كان مديرا لمديرية (دمت) بعد الوحدة المباركة حضر لافتتاح مشروع مياه في قريتي (حيد كنه) كنت أتأمله وأحس بفخر شديد، وكم كنت سعيدا وفرحا أنني سألقي أمامه كلمة في الافتتاح أو حتى أصافحه، فقال لي بعد أن ألقيت الكلمة: (أنتم عماد هذا الوطن)، وخاطب الحاضرين بالقول: «هذا المشروع للصغير قبل الكبير».

وظل عبدالقادر هلال في نظري من يومها هلالا بحق، وعندما قرأت خبر استقالته والسبب من ورائها تعمق احترامي وتقديري له، وأثبت الحاقدون عليه أنه رجل المواقف الصعبة.. إن الحديث عن سيرة الرجل طويلة.. والكل يعرفها، فهي سيرة مليئة بالوطنية والوحدوية والعمل الناضج والمثمر الذي ترجمه (هلال) في جميع مناصبه الحكومية التي تولاها وجميع المهام التي أوكلت إليه، وكلنا نعلم صدقه ووطنيته مع زميله د.صالح باصرة، في التقرير حول نهب الأراضي بالمحافظات الجنوبية، وجهده الراقي في المصالحة الوطنية بمحافظة صعدة، ومحاولاته إيقاف نزيف دم الشعب اليمني الواحد ... ولكن يأبى تجار الحروب دونه ودون مساعيه في هذا الأمر ويتهم بالعمالة والحوثية، وقد ربما وصل الاتهام بالانفصالية.. الرجل كان صادقا مع نفسه وصادقا مع ربه ووفيا أيضا لقائده ووطنه، ولكن لا أقول إلا ما قاله الزميل فكري قاسم: «اللهم أبعد عنا بنت الصحن وعيال السوء».

إن استقالة هلال لا تعيبه، ولكنها تعيب المتسببين في استقالته، فالرجل أثبت ولاءه لوطنه وقائده .. وغيره أثبت محاولة التقرب على حساب الآخرين.. إن استقالة عبدالقادر هلال أحبطت كل محاولات الحزب الحاكم في تلميع نفسه أمام الرأي العام وأحبطت الأمل في الإصلاحات التي كنا نتجشمها عن طريق السلطة المحلية التي أعد لها عبدالقادر هلال ما لم يعده غيره، والتي ناضل من أجلها، وحاربه أصحاب المصالح الضيقة من أجلها، فالرجل حاول أن يصلح، وكما يقول لنا دائما كإعلاميين: «بناءً على توجيهات وتوجهات فخامة الرئيس حفظه الله» كانت هذه الكلمة دائما على لسانه ما أن يسأله أحد عن مشروع أو برنامج جديد في السلطة المحلية.. فإلى متى سيظل الهلال مسقيلا عن ليلك يا وطني؟!، وإلى متى سيظل الحبر السري قيدا على الأيادي الصالحة؟؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى