في مسلسل إنتاج المتاعب لـ«الأيام»: ملثمون يعترضون حافلة النقل الجماعي ويصادرون صحيفة «الأيام»

> نجيب محمد يابلي:

> حملت السلطة نفسها فوق طاقتها، وخال للرأي العام في الداخل والخارج أنها كشخص هزيل وسقيم ظهر في ميدان عام ليبرز ضعفه ظنا منه أنها قوة ويبرز عظام ساعده ظنا منه أنها عضلات.

وفي ظل هذه الأوضاع التي لا تتحمل «الأيام» مسؤوليتها وحصرت مسؤوليتها في عملها المهني كصحيفة يومية مستقلة منذ العام 1958م على عهد عميدها ومؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي باشراحيل، وحرصت على الدوام على أن تمارس عملها كسلطة رابعة في نقل الخبر واستقبال الرأي من مختلف ألوان الطيف إلى جانب مساهمتها مع مختلف وسائل الاتصال في نقل المعرفة .

لو كانت السلطة تدرك قيمة العمل المؤسسي لوفرت على المجتمع عشرات المليارات من الريالات في وعائين: الوعاء الأول بالعملة المحلية، وهو ما ينفق على وسائل الإعلام الرسمية المقروءة والمرئية والمسموعة، وكذا الصحف التابعة لحزبها ولأحزاب أخرى تدور في فلكها، ناهيكم عن صحف محدودة التداول وتنضح بالسفاهات والبذاءات الموجهة إلى «الأيام»، وجهات أخرى معارضة أو خارجة عن الطاعة، وأما الوعاء الآخر فبالعملة الصعبة وتصرف على كتاب عرب ومجلات وصحف خارجية وفضائيات عربية وغيرها.

إذا كانت السلطة توظف كل هذه الأدوات وبالمبالغ الفلكية التي أوصلت الدعم الإضافي مؤخرا إلى أكثر من 600 مليار ريال، فلماذا تعرب عن انهيارها وعجزها عن منافسة «الأيام» في توصيل الخبر والرأي ؟ تستخدم السلطة كل الوسائل غير المشروعة ضد «الأيام» في رسالتها المشروعة، فساقت رئيس التحرير وكتابا آخرين عشرات المرات إلى مكاتب النيابة وقاعات المحاكم وسخرت حثالات لإيذائها، ووجه مسؤولون في مرافق مدنية وعسكرية بإصدار أقسى العقوبات والإجراءات ضد كل من يتداول «الأيام»، وخلقت متاعب يعلم الله بفداحتها عندما سخرت أدواتها للتخرص على الناشرين هشام وتمام باشراحيل بأنهما أقاما دار «الأيام» بصنعاء على أرض آخرين.

وآخر تعليقة في مسلسل المتاعب لـ«الأيام» كان ظهور الملثمين في طريق شبوة الذين اعترضوا حافلة النقل الجماعي وصادروا حمولتها من الصحيفة، وهم الملثمون أنفسهم الذين هاجموا بصورة غير قانونية وفي أوقات متأخرة من الليل مساكن ناشطين مدنيين مسالمين، أمثال : علي منصر وعلي هيثم الغريب وحسن باعوم وحسن زيد وأحمد عمر بن فريد ويحيى غالب وغيرهم، وظهر الملثمون في مناسبات مختلفة لايتسع المجال لذكرها.

ماذا عملت «الأيام» مقارنة بزميلات أخريات وبعضها تطبع في مؤسسة الثورة بصنعاء والتي تنشر أخبارا ومواضيع لا تجرؤ «الأيام» على نشرها مثل أخبار الاستقالات التي يقدمها مسؤلون تنفيذيون وحزبيون كبار إلى رئيس الجمهورية، وتوضيح أسباب استقالاتهم، ونشر أخبار عن تقارير دولية تطالب بتنحي رئيس الجمهورية عن الحكم، ونشر كشوفات لمتنفذين كبار وأبنائهم وملكياتهم، ولم تنشر مواضيع تحمل نقدا قاسيا لرئيس الجمهورية بتحميله مسؤولية كل ما يحدث والقائمة طويلة ويمكن تجهيز ملفات بالأخبار والمقالات التي لم تنشرها «الأيام» ونشرها آخرون .

سؤالنا : لماذا كل هذه الهجمة الشرسة وغير الأخلاقية على «الأيام»؟ ألا يخجل هؤلاء بأن التعامل مع «الأيام» لا يعكس مؤسسية الدولة، بل يعكس عكس ذلك تماما.

نختتم سؤالنــا : هل كل هذه الهجمة على «الأيام» لأنها تصدر من عدن؟.. وهل لأنها الأكثر رواجا وقبولا في طول البلاد وعرضها؟

الإجابة تتطلب شجاعة أدبية .. فمن يـمـتلكها عـلـيـه التقدم للإجابة بصدق وأمانة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى