> الحمزة علي السعدي:

لم يأت الاستقلال في 30 نوفمبر هبة من بريطانيا أو من أي دولة أو منظمة دولية أو شعب من شعوب العالم.. بل أتى نتيجة نضال مرير خاضه الشعب في جنوب اليمن وقدم من أجله الشهداء كثيرا من التضحيات.. فهنيئا لشعبنا هذا الانتصار العظيم.

لست هنا بصدد الحديث عن هذا اليوم، ولكن بصدد الحديث عن صانعي هذا اليوم وهم الشهداء والمناضلون.. استشهدوا وهم على قناعة كاملة بأن نضالهم هذا ستكون ثماره للشعب، وأنه سيعيش سعادة كاملة وفي حرية مطلقة، سيمتلك زمام أموره في وطنه وأن أولادهم سيصبحون يسيرون دفة الاقتصاد لمصلحة شعبهم ووطنهم.. بعد كل هذا السنين- 41 عاما- أين أصبح أبناء الشهداء والمناضلون الذين لازالوا على قيد الحياة وأبناؤهم؟! وأين أصبح المواطن؟! أليست 41 عاما كافية لبناء وطن؟!.

أين نحن من ماليزيا والإمارات العربية وعمان وغيرها من دول العالم التي استطاعت في مدد قصيرة أن تبني أوطانها على أسس اقتصادية واجتماعية وسياسية متينة وراقية!.

نعود لموضوعنا.. الشهداء والمناضلون هم صناع هذا الانتصار العظيم، الذي نتغنى به اليوم.. ولكن ماهو الفارق المعيشي بيننا وبينهم؟.. غالبيتهم- إن لم نقل كلهم- يعيشون في بيوت أجدادهم لا يستطيع أغلبهم حتى ترميمها؟.. مرتباتهم تجدها مع فئة الحد الأدنى.. جميع أبنائهم لا يستطيعون تأهيلهم بسبب التكاليف المالية الكبيرة وعلى وجه الخصوص بعد الوحدة المباركة.

أليس من الواجب أن تكون هذه الأسر في سلم الدرجات العليا من المرتبات، وأن تكون لهم منازل مناسبة ومناسبة جدا؟! وأن يتم تأهيل أبنائهم على حساب الدولة وأن تكون لكل أسرة سيارة من الدولة، ألا يستحقون ذلك وهم صناع الانتصارات؟! ألم يكن أبناء الشهداء أمانة لدى هذا الوطن الذي ارتوى من دماء الشهداء؟! أليس بفضلهم يسكن الكثيرون في أحسن الفلل ويملكون أحدث السيارات ويسافرون إلى الخارج لعلاج الملاريا ونزلات البرد؟!.

أتمنى أن تقوم أي جهة سياسية أو خيرية في الوطن بتبني موضوع أسر الشهداء والمناضلين لينالوا ما يستحقونه من موازنة الدولة وخيرات البلد الوفيرة.. أو من أي منظمة دولية إنسانية أو حتى غير إنسانية.

وبالمناسبة فأنا لست ابن شهيد ولا ابن مناضل، وما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو ما أراه وأسمعه يوميا من بؤس ومعاناة أسر صانعي الانتصارات.