ما قبل 30 نوفمبر 1967 أفضل من أوضاع الحريات حاضرا

> د.محمد علي السقاف:

> نحتفل اليوم بعيد الاستقلال (30 نوفمبر 1967)، ولا ريب أننا سنحتفل في المستقبل المنظور بعيد آخر فيه دفن نتائج ما بعد 1994/7/7.

ماذا يعني الاستقلال؟ هل هو مجرد جلاء القوات البريطانية من أراضي الجنوب، وإعلان ميلاد الدولة الجديدة المستقلة، وحصولها على مقعد في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وعلم ونشيد وطني، أم أن الاستقلال يعني أيضا ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة من أن «الشعوب المستعمرة لها حق تقرير المصير، وحرية تصرفها في ثرواتها ومواردها الطبيعية، ولايجوز بحال من الأحوال حرمان شعب ما من وسائله المعيشية الخاصة»، وفق المادة الأولى من العهدين الدوليين للحقوق السياسية والمدنية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية لعام 1966؟.

إن الجمهورية اليمنية التي قامت في 22 مايو 1990 على دعامتي الوحدة والديمقراطية تم دفنها على مستوى الوحدة الطوعية بإشعال الحرب ضد الجنوب في مايو 1994، وتقويض الحريات والديمقراطية بعد 1994/7/7.

ماذا يعني الاستقلال إذا كانت معظم أراضي الدولة في الجنوب قد تم مصادرتها لصالح فئة سلطوية ونافذة، كانت بريطانيا (الدولة الاستعمارية) سلمتها كاملة من دون انتقاص لقادة الاستقلال؟.. ماذا يعني الاستقلال إذا كان مع الاستقلال بنى الجنوب بثروته مؤسسات اقتصادية وصناعية كملكية عامة لمواطنيه، صودرت بعد 7/7 بحجة الخصخصة المقتصرة عليه في غالبيتها، وسرحت قواه العاملة لتزيد من طابور العاطلين عن العمل من دون رواتب منذ سنوات طويلة؟.. ماذا يعني الاستقلال إذا كان أقوى الجيوش في المنطقة وأكثر قوى الأمن انضباطا قد تم تسريحهم جماعيا بعد 7/7؟.. ماذا يعني الاستقلال إذا كان مجندون من محافظة أبين (حسب تظلمهم إلى رئيس الدولة) قد رفضت قيادة اللواء 117 مشاة تسليحهم رغم نقلهم إلى جبهة القتال في صعدة؟ («الأيام» 2008/11/8).

وماذا يعني الاستقلال إذا كان عشرات الجنود المستجدون من أبناء الشعيب في الضالع يتم الاعتداء عليهم في معسكر النجدة بأمانة العاصمة؟.. ماذا يعني أن يعوض أبناء حضرموت بعد الكارثة بـ 20 مليار ريال يمني فقط عن الأضرار الجسيمة التي حلت بهم، في حين أن الإيرادات النفطية بلغت أكثر من 630 مليار ريال، ذكرت الحكومة في مذكرتها التفسيرية حول الاعتماد الإضافي أنه سيمول من تلك الإيرادات (أكثر من نصف تلك الإيرادات مصدرها نفط حضرموت وحدها، وخصص %0.03 أي أقل من نصف في المائة لتعويضها!!)؟.

ماذا تبقى من الحريات بعد 7/7 (العماد الثاني لدولة الوحدة) ونحن نرى ونسمع وصف الجنوبيين وصحيفتهم الغراء صحيفة «الأيام» بالانفصاليين من عدد من كبار مسئولي الدولة؟.. كيف يمكن قبول توجيه الشتائم بألفاظ بذيئة لناشري الصحيفة الأخوين هشام وتمام باشراحيل أو ضرب وتعذيب عدد من مراسليها، كما حدث مؤخرا مع الزميل عبدالفتاح حيدرة، ناهيك عن القمع الوحشي الذي تعرضت له جماهير المعارضة والمشترك في مسيرة الخميس احتجاجا على مسار الإعداد للانتخابات القادمة؟.

أولئك الذين يبثون على أعلى المستويات ثقافة الكراهية من دون عقاب، في حين أن أي كاتب أو صحفي يزج به في السجن لمقال أو وجهة نظر في ظل نظام يدعي إيمانه بالتعددية وحرية التعبير.

هذه المصطلحات والسلوكيات يمارسها عدد من كبار مسؤولي السلطة، وتعد من الجرائم حين يريد الآخرون من خارج السلطة ممارستها.

أليس من الطبيعي أن يتساءل المرء، خاصة في الجنوب، إذا ما كانت فترة ما قبل 30 نوفمبر 1967 أفضل بكثير على مستوى الحريات وسيادة دولة القانون مما نحن عليه حاضرا؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى