أول دفعة من الأطباءالصوماليين بعد 20 عاما في مقديشو

> مقديشو «الأيام» عبدي شيخ:

>
دكتورة صومالية تقوم بفحوصات مخبرية يوم الخميس الماضي قبل تخرجها من جامعة بنادير في مقديشو
دكتورة صومالية تقوم بفحوصات مخبرية يوم الخميس الماضي قبل تخرجها من جامعة بنادير في مقديشو
رغم المصاعب الهائلة سيتخرج 20 طالبا وعشرات المعلمين من جامعة في الصومال هذا الأسبوع في أول حفل تخرج منذ نحو عقدين من الزمن في البلاد.

وعرف عن الصوماليين قدرتهم على تنظيم الأعمال وصلابتهم وقدرتهم على تجاوز الفوضى التي كابدوها منذ أوائل التسعينات. وخضعت هذه المهارات لأصعب اختبار نتيجة التمرد الإسلامي الذي اندلع قبل حوالي عامين.

وقال عبد الرزاق يوسف رئيس اتحاد طلبة كلية الطب بجامعة بنادير في مقديشو «يمكننا أن نتصدر الجامعات الافريقية لولا المشكلات الأمنية».

وتقيم الجامعة حفل التخرج في الرابع من ديسمبر المقبل.

وقتل طالبان في تبادل لإطلاق النار في مصادمات أخيرة وأصاب التلف معدات باهظة الثمن بسبب الاضطرار لنقل الحرم الجامعي من وسط المدينة الخطير قبل 18 شهرا. وهذا الأسبوع انفجرت قنبلة زرعت على الطريق في سيارة على الطريق الذي تسلكه حافلة الجامعة واندلعت النيران في السيارة ثم تفجرت معركة بالبنادق.

وقال يوسف «اضطرت الحافلة للالتفاف فجأة.. خاطرنا بحياتنا وفاتتنا دروسنا... لا رحمة في الصومال كان يمكن أن تنفجر بكل بساطة حافلة مكتظة بالطلبة في أي وقت.

والحاجة لأطباء في الصومال أكثر من أي وقت مضى. ومنذ نشوب المعارك في العام الماضي سقط 10 آلاف مدني قتيلا وأصيب عدد أكبر بجراح ونزح أكثر من مليون من ديارهم، أضف إلى ذلك الجفاف الذي أوجد أزمة إنسانية حتى أن العاملين في مجال الإغاثة يحذرون من أنه الأسوأ في أفريقيا».

وقال محمد معلم موسى رئيس الجامعة «نفخر بقدرتنا على تخريج أطباء ومعلمين مؤهلين رغم غياب الأمن ونقص التمويل».

ويتخرج 12 طبيبا و8 طبيبات وعشرات المعلمين يوم الخميس المقبل من كليات الطب والتعليم وعلوم الكمبيوتر ويعمل عدد كبير منهم بالفعل في مدارس أو بدأوا التدريب في عيادات.

وسيكون الحفل أحدث مثال يضرب للسمات الصومالية التي تتيح استمرار ما يشبه الحياة العادية لكثيرين رغم الرصاص والانفجارات والساسة المتصارعين.

وسمحت المهارة - فضلا عن عدم وجود ضرائب - بازدهار أعمال صغيرة بصفة خاصة خدمات الهاتف المحمول وتصدير الماشية والفحم من الموانئ الصومالية دون توقف. كما أن عددا كبيرا من الشبان بحثوا عن الربح بطرق أقل إيجابية مثل موجة هجمات القراصنة في البحر وخطف الأجانب مقابل فدية على البر.

ويوم الخميس سيتسنى لطلبة الجامعة وعددهم 500 إلى جانب 70 موظفا نسيان كل ذلك لوهلة والاحتفال. وسيحضر الحفل ألفا شخص على الأقل ويلقي آخرون كلمات من الخارح عن طريق هاتف متصل بمكبر صوت. وحرصا على استغلال الحفل ستتحمل أكبر شركتي هاتف محمول محليتين وهما هورمود وتلكوم ثمن المحادثات الهاتفية وتعهدت بمزيد من التمويل والخطوط المجانية للجامعة.

وتتخرج حفصة عبد الرحمن من كلية الطب بعد أن أمضت ست سنوات صعبة في بنادير حيث أقامت مع صديقاتها، فيما تحول لها والدتها المقيمة في لندن مصاريف الجامعة السنوية وتبلغ 1500 دولار. وتعمل حفصة (25 عاما) حاليا في قسم الولادة بمستشفى المدينة الكبير في العاصمة وهي عازمة على التخصص في مجال يحتاجه الصومال بشكل ملح ألا وهو أمراض النساء والتوليد.

وقالت لرويترز وعلى وجهها ابتسامة «لم أتوقف عن الدراسة قط رغم أن كل أسرتي فرت من أحداث العنف وبقيت أنا وحيدة. أخيرا تحقق حلم طفولتي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى