ريت إن جائع شبع .. ريت إن حقه كفاه

> أحمد عبدالله امزربة:

> بحارنا ومياهنا الإقليمية إلى سواحلها مفتوحة على مصراعيها للقراصنة ومهربي الممنوعات ومهربي البشر، وصل الأمر بالقراصنة أن يعتدوا على صيادينا وفي شواطئنا (حادثة بئر علي)، حيث نقرأ أو نسمع في كل يوم من أيام الله عن وصول فوج أو أفواج من البشر إلى شواطئنا الجنوبية نصفهم أحياء والنصف الآخر جثث ترمي بهم الأمواج على طول الساحل الجنوبي، والتي سببت جملة من الأمراض والأوبئة لسكان الشريط الساحلي الجنوبي .

لأكثر من 17 عاماً من عمر الوحدة اليمنية المباركة وتلك الأفواج تتواصل من الدول الإفريقية إلى بلادنا عبر منافذنا البحرية وبصورة غير شرعية، ولا يتعارض فقط مع ما سنه المشرع الدولي المتمثل في المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين من حيث التسمية وحسب، بل أيضا مع قوانين السيادة الوطنية حيث إن ممثلة المنظمة السامية لشؤون اللاجئين لم تحدد تسمية واحدة أو تصنيفا لهذه الأفواج، فأحيانا تطلق عليهم اللاجئين وتارة النازحين وتارة أخرى المهاجرين، واللاجئون سبق أن عرفتهم عصبة الأمم في العام 1925م بأنهم الجماعات أوالأشخاص الذين يرحلون من بلد المنشأ إلى بلد الملجأ لغرض تغيير أنظمتهم من أنظمة شمولية فاسدة إلى أنظمة ديمقراطية أو لغرض حق تقرير المصير، وبعد الحرب العالمية الثانية أضيف إليها جملة مواد وفقرات لا تختلف عن المسمى نفسه، وعرفت النازحين الأسُر من النساء والشيوخ والأطفال من غير حاملي السلاح الذين ينزحون من عواصم بلد المنشأ إلى أطراف بلد المنشأ نفسها وليس خارجها ، وذلك عندما تحدث الحروب الداخلية ، وبعد الانتهاء منها تعود أفواج النازحين من أطراف بلد المنشأ إلى مساكنهم الأصلية في البلد نفسه عند استتباب الأمن فيه، والمهاجرون هم من عرفتهم كل القوانين الدولية المنظمة لكل دول العالم بشكل عام ، بأنهم المهاجرون الشرعيون الخارجون من بلد المنشأ إلى بلد المهجر عبر مراسيم الهجرة والجوازات والتأشيرات والقنصليات الممثلة لدولهم بصورة شرعية، كما هو الحال في كل بلدان العالم، وما يحير العقل أن كل الواصلين ينقلون إلى مخيم اللاجئين الصوماليين في (خرز) مع أنهم من جنسيات مختلفة غير أشقائنا الصوماليين؟؟!

وما يجعل الإنسان يضع علامات الاستفهام والتعجب هو سكوت السلطة في بلادنا حول كل تلك التسميات التي ربما إذا ما استمرت تحولنا في الجنوب إلى مجتمع غير متجانس ومعلول، فهل تريدنا السلطة أن نتحول إلى هكذا مجتمع ؟!

أما أشقاؤنا الصوماليون فنحن نعتبرهم نازحين من موطنهم الأصلي أرض الصومال إلى موطنهم الثاني اليمن، حتى يفرج الله همنا وهمهم ويعودوا قريبا بإذن لله تعالى إلى موطنهم الأصلي الصومال في أمن وسلام وسكينة إنه مجيب الدعاء .

نأمل أن نجد آذانا صاغية من أولياء أمرنا ويحموا شواطئنا ومنافذنا البحرية، خير من استحداث النقاط العسكرية في الطرقات ومخارج المحافظات بصورة لافتة للنظر، وعسكرة المدن والجامعات، والأهم حماية منافذنا البحرية وبالذات في بحر العرب وخليج عدن من القراصنة والمهربين الذين يجلبون ويلات الدمار لنا ولجيراننا في الجزيرة والخليج من أسلحة ومخدرات وأمراض خطيرة (الإيدز)، وفعّلوا دور القوى البحرية والدفاع الساحلي (رحم الله المغفور له بإذن الله العميد حسين أحمد امجلد، القائد الأسبق للقوى البحرية، الذي كان في سبعينات القرن الماضي يحمي مياهنا الإقليمية ومنافذنا البحرية من باب المندب إلى حدود عمان بثلاث بوارج حربية قديمة من مخلفات الاستعمار البريطاني)..

اليوم الإمكانيات لدينا أكثر تطورا، فاحموا بها شواطئنا من الخطر القادم من بحر العرب (لا تجلبوا امقتول فوق امصاب) وريت إن جائع شبع ريت إن حقه كفاه.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى