في البلاغ الصحفي الصادر عن اللجنة التحضيرية لهيئة النضال السلمي الجنوبي بمحافظة عدن للمهرجان الجماهيري بالذكرى الـ41 للاستقلال المجيد:نحمل أجهزة الأمن بمحافظة عدن المسئولية عن كل ما سيلحق بالمعتقلين من أذى أو مساس بحياتهم

> عدن «الأيام» خاص

>
صدر عن اللجنة التحضيرية لهيئة النضال السلمي بمحافظة عدن للمهرجان الجماهيري احتفاء بيوم الاستقلال الثلاثين من نوفمبر 1967م، بلاغ .. جاء فيه:

«أثمرت الإجراءات والأعمال التي قامت بها اللجنة التحضيرية لهيئة النضال السلمي الجنوبي لمحافظة عدن برئاسة الدكتور فاروق حمزة للمهرجان الجماهيري الذي أقيم صباح هذا اليوم (أمس الأول) الأحد 30 نوفمبر 2008م في ساحة الهاشمي في منطقة الشيخ عثمان بمحافظة عدن احتفاء بحلول الذكرى 41 لتحقيق الاستقلال المجيد.

وقد شهد المهرجان منذ الساعات الأولى توافد الجموع الغفيرة من مختلف المحافظات ومن كل شرائح المجتمع وحضره العديد من رموز وشخصيات وقيادات جماهير وهيئات الحراك الجنوبي السلمي لكافة محافظات الجنوب، حيث أبرزت الظاهرة الجماهيرية الحضارية لأبناء الجنوب للاحتفاء بذكرى استقلال الجنوب كقيمة أخلاقية متأصلة ترفض أي احتلال أو هيمنة أخرى أي كانت.

فقد تبين أن الجهود الدؤوبة بالتواصل والتنسيق والعمل التمهيدي بإنشاء لجان التنظيم والإعلام قد كللت هذا المهرجان بالنجاح الكبير الذي يعتبر مكسبا جديدا يضاف إلى الحراك الجنوبي السلمي وفاتحا لمرحلة جديدة من تطور هذا النضال نحو المزيد من الترسيخ لمفاهيمه وأهدافه.

وفي المهرجان ألقيت كلمة اللجنة التحضيرية التي ألقاها رئيس اللجنة ورئيس هيئة النضال السلمي الجنوبي بمحافظة عدن الدكتور فاروق حمزة.

كما قام نائب رئيس هيئة النضال السلمي الجنوبي لمحافظة عدن الأستاذ السفير قاسم عسكر جبران بإلقاء وتقديم البيان الخاص بالمناسبة مستعرضا الحالة الجنوبية في مسار نضال أبناء الجنوب لاسترداد حقوقهم المسلوبة.

كما ألقيت العديد من الكلمات والقصائد الشعرية التي تناولت ملاحم نضال شعب الجنوب لنيل الاستقلال والرفض القاطع بمختلف الأساليب لحالة الاحتلال والهيمنة القائمة على أبناء الجنوب وأرضهم.

والجدير بالإشارة إليه المستوى العالي للإعداد والتنظيم الذي ظهر به المهرجان الجماهيري.. وقد أدى إلى محصلة رائعة في نجاحه من خلال ثلاثية التناغم بين الجماهير وقضيتهم الجنوبية من جهة وذكرى الاستقلال الحادية والأربعين من جهة ثانية والجهد المنظم لفعالية المهرجان من جهة ثالثة.

كما يتوجب الإشارة إلى أن قوات الأمن قامت عشية المهرجان بعمليات مداهمة لعدد من الفنادق بمحافظة عدن وعملت على احتجاز وإبعاد عشرات الأشخاص قسرا عن المحافظة ونقلهم ليلا إلى صحاري وأطراف المحافظة النائية وتركهم دون أية مساعدة للعودة حتى تتم إعاقتهم من المشاركة في المهرجان الجماهيري، كما حاولت قوات الأمن منع حشود الجماهير من الدخول إلى الساحة في البدء ولكن إرادة وتصميم الجماهير وإيمانها بالحق الجنوبي تمكنت من اكتساح الطوق الأمني المفروض على ساحة الهاشمي.

وأثناء سير المهرجان قامت قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب مرة أخرى بمحاولة تفريق جموع المشاركين في المهرجان وإخلاء الساحة مستخدمة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والأعيرة النارية الحية في الهواء وعندما باءت محاولاتها بالفشل قامت باحتجاز 41 شخصيا وعملت على تحويل 11 شخصا منهم إلى أمن محافظة لحج و4 أشخاص إلى أمن محافظة الضالع، وهناك 10 أشخاص لازالوا محتجزين لدى الأمن السياسي بمديرية المنصورة بمحافظة عدن و3 أشخاص محتجزين في شرطة الممدارة، فيما تم الإفراج عن 12 شخصا.

وفي ذات السياق تحمل اللجنة التحضيرية للمهرجان أجهزة الأمن بمحافظة عدن المسئولية عن كل ما سيلحق بأولئك المعتقلين من أذى أو مساس بحياتهم، مطالبة بسرعة الإفراج عنهم فورا، معتبرة ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية بما فيه الاعتقالات، انتهاكا صارخا للحقوق السياسية والمدنية التي تكفلها كل الشرائع السماوية والوضعية.

وتعرب اللجنة عن تهانيها الغالية بالذكرى 41 للاستقلال المجيدة لشعبنا البطل ورموزه في الداخل والخارج، وعن خالص شكرها وتقديرها لكل هيئات الحراك الجنوبي والسلمي قيادات وقواعد على مشاركتها الفاعلة في إنجاح فعالية المهرجان الجماهيري، مجددة العهد على مواصلة النضال السلمي على طريق تحقيق أهداف شعبنا».

إلى ذلك ألقى د.فاروق حمزة، رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان رئيس هيئة النضال السلمي الجنوبي ـ عدن كلمة اللجنة التحضيرية.. جاء فيها:

«باسم اللجنة التحضيرية لمهرجان الثلاثين من نوفمبر نهنئكم ونهنئ شعبنا الجنوبي العظيم بهذه الذكرى الغالية والعزيزة على قلوبنا ذكرى استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.

لقد قدم شعبنا البطل قوافل من الشهداء الأماجد الذين رووا بدمائهم الزكية تربة وطننا الغالي ولازال شعبنا يقدم الشهداء تلو الشهداء في زمننا الحاضر ولازلنا نقارع الظلم والإجحاف والاستبداد والذل، ممن يتمشدقون باسم الأخوة والوحدة وهم يمارسون التهميش والنهب والسلب لأراضينا وثروتنا وطمس هويتنا وتاريخنا.

أيها الحشد الكريم.. من أجل حياة حرة كريمة سنظل نقدم الشهداء والجرحى ونعاهدكم بأننا لن ننسى هؤلاء الكوكبة من الشجعان وسنجعل من دمائهم نبراسا ينير لنا طريق الحرية.

إن الـ 30 من نوفمبر له دلالات عميقة في سجل تاريخ شعبنا وبأننا شعب لانقبل الهوان ومانقوم به اليوم من رفض للواقع المزري الذي نعيشه سيستمر متمثلا بالنضال السلمي الحضاري وسنعمل معكم جنبا إلى جنب حتى تنتصر قضيتنا العادلة.

عبركم ومن خلالكم ندعو الجميع للاصطفاف جميعا بمختلف انتماءاتنا وكافة شرائحنا وعلى قاعدة التصالح والتسامح والتراص صفا واحدا في بوتقة واحدة، وبوحدة وطنية جنوبية.

أيها الأحرار.. من عدن الباسلة نوجه صرخة قوية إلى كل شرفاء هذا العالم وإلى كل الخيرين في دول الجوار لمساندتنا في قضيتنا العادلة، وعالمنا العربي، كما نوجه صرختنا إلى المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، وإلى كل المنظمات الحقوقية والإنسانية، في التاكيد والدعم، والنيل من حقنا المغتصب، وفي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقراري مجلس الأمن الدولي 924- 931 لعام 1994م.

الرحمة والمغفرة لكافة شهدائنا الأبرار وعهدا عهدا للشهداء».

كما ألقى في المهرجان الأخ السفير قاسم عسكر، البيان السياسي الصادر عن اللجنة التحضيرية للمهرجان.. جاء فيه:

«ياشعبنا الحر الأبي الصامد بفضل كفاح الأجداد والآباء رفرف علم الحرية والاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 67م هنا في مدينة عدن معلنا بذلك عن ميلاد الدولة الوطنية الحرة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

لقد كان لمدينة عدن التي تحتضن هذا الحشد الجماهيري دور متميز في خوض معركة الحرية حيث شكلت جبهة عدن، جبهة الصدام الأولى في حرب التحرير الوطنية التي خاضها أبناء الجنوب ضد الاستعمار الأجنبي حين هب أبناء الجنوب الأحرار الذين توافدوا من كل أرجاء الجنوب إلى هذه المدينة الباسلة لخوض معركة الحرية والاستقلال فبفضل تضحياتهم، بفضل الدماء الزكية للمجاهدين شهداء الحرية والكرامة أبناء المكاوي ومدرم وعلي سالم يافعي ولبوزة وعباس ومئات المجاهدين الآخرين عرف أبناء الجنوب الحرية ومعنى السيادة كأسس حقه تقوم عليها العدالة.

إنكم تحبون هذه الذكرى وأنتم تعيشون ظروفا مشابهة لما كان عليه الآباء والأجداد من قهر وظلم وطغيان قوة الباطل على الحق، وها أنتم تكررون بطولاتهم وتستعيدون أمجادهم حين تهبون وتقفون موقف الأبطال في محطة جديدة من محطات النضال من أجل نصرة الحق الذي عليه تستعيدون وحدتكم اليوم بالتسامح والتصالح تتجاوزون ماعكر صفوها في الماضي وتمضون بخطى حثيثة متسلحين بفكركم الجديد القائم على الاعتراف المتبادل ببعضكم البعض، تمضون على تعددكم في تعاون وتكامل وثيق صوب إعادة بناء الحاضر والتأسيس للمستقبل.

إن الدرس الأكبر الذي يمكن استخلاصه من مسيرة التاريخ يتلخص في أن الوحدة الداخلية لأي شعب هي صمام أمنه وتلبية متطلبات حقوق أبنائه وأن وحدة أي شعب لا تتحقق إلا عندما يسود الحق واحترام العلاقات الحقوقية بين مكونات هذا الشعب وأبنائه.

إن ما تتميز به حركة النهوض لأبناء الجنوب اليوم عن سابقاتها من الحركات هو منطلقها القائم على القراءة الجيدة لحقوق الشعب الطبيعية والمكتسبة وهي هنا حق السيادة على أرضه وحقه في ما بني عليها من العمران المادي والمؤسسي، وبالانطلاق من هذا الأساس الحق حدد شعبنا قضيته وحدد أبعادها الحقوقية والسياسية، إنها قضية شعب قضية مجتمع سلطة ودولة ومن هنا تظهر الرابطة بين القضية والتسمية التي أطلقت على الحراك الشعبي المدني السلمي الجنوبي فالحديث عن الحراك هو حديث عن الحلقات الثلاث: الشعب والمجتمع والسياسة وعلاقتهم ببعضهم البعض التي بضبطها وتناغم أدوارها يكتمل تشكيل الحراك كإطار معبر عن واحدية الشعب الذي يتبنى الحراك قضيته.

إن ضبط أدوار الحلقات الثلاث ووعي كل حلقة لدورها ووعي الدور التكاملي بين الحلقات كلها هو الضمانة لعدم الوقوع في أفخاخ الصراعات والانقسامات من جديد. إن تناغم وضبط الأدوار ينبغي أن يتم عبر آلية اختيار قيادة لكل حلقة تتكامل مع بعضها وتتوزع فيها المهام لممارسة فعل سليم يخدم كل موحد هو الشعب الجنوبي، فالحلقات الثلاث تستوجب وجود قيادة وطنية وقيادة مجتمع مدني وقيادة للحراك الميداني، وبإنجاز ذلك سيصير للحراك حاكمية أو مرجعية وقدرة على الفعل الميداني وآلية ضبط العلاقة بينهم جميعا.

إن ما حدث منذ مايو 90م حتى اليوم هو تدمير لحالة التوازن وتكريس لحالة اللااستقرار والفوضى في منطقة جنوب الجزيرة العربية وإن الحل بالتاكيد ليس الإصرار على الفشل ولا بالذهاب أبعد في وضع مقترحات تقود إلى مزيد من التفكك والإخلال بالتوازن الذي يعني مزيدا من الاضطراب وعدم الاستقرار، فالحل يكمن في الاعتراف بقطبي التوازن المتمثل بالدولتين والعمل على إعادة بنائه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى