الفضل لأهل الفضل

> محمد بالفخر:

> انقضى شهر من الزمان على كارثة حضرموت والمهرة ومازالت آثار الكارثة جاثمة على الصدور ومازال البطء في الحلول هو سيد الموقف، على الرغم من كثرة اللجان ودسامتهما هنا وهناك، واستقالات أعضاء المجالس المحلية كثرت . وهاهو عيد الأضحى المبارك قادم، وبدون شك أن لسان حال المتضررين يقول: «عيد. بأي حال عدت ياعيد ؟».

الكارثة وقعت، الصدى الإعلامي كان كبيرا . استجداء الدعم كان مبالغا فيه.. التبرعات والهبات والدعم اللا محدود انهمر كالسيل الجرار من كل حدب وصوب يفترض أن يطفئ لهيب أضرار الطوفان.

فهاهو خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية لم ينتظر التقارير والتكاليف، بل سارع كعادته واعتمد 100مليون دولار وينطلق سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في صنعاء بنفسه إلى حضرموت ليشاهد بأم عينيه ما حل بالأهل والجيران وتحركات المنظمات الإغاثية في مملكة الإنسانية كهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرهما وكثير من المحسنين وعلى رأسهم الشيخ المهندس عبدالله بقشان والشيخين صالح وعبدالاله بن محفوظ وغيرهم الكثير من أرض الحرمين.. من الأرض المباركة التي تتجه إليها جباه المسلمين في أنحاء المعمورة في كل صلاة.. تحركوا جميعا لنجدة إخوانهم وأهلهم.

وكم هو مشهد معبر وأنت ترى فريقا لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وهم يجوبون الأودية والقرى المتضررة لتقديم المعونات الغذائية حتى ساعات متأخرة من الليل، بل إلى ما بعد منتصف الليل.

وهاهو أيضا سمو الشيخ خليفة بن زايد ومن هو زايد؟ إنه زايد الخير.. زايد الخليج.. زايد الإمارات، فكان خير خلف لخير سلف.

اقتدى عدي بأبيه في الكرم ومن شابه أباه فما ظلم

هكذا هم كرام من كرام، فسارع باعتماد بناء 1000 منزل لمن تهدمت بيوتهم في حضرموت والمهرة.

وقد شاهدت بنفسي رجال الهلال الأحمر الإماراتي وهم يصلون إلى القرى البعيدة في الطرق الوعرة ليتلمسوا احتياجات المتضررين عن قرب ويقدموا لهم المعونات العاجلة. وكم أسرتني تلك اللفتة الكريمة للشيخ حمدان بن زايد لكفالته لليتيمين وزير وإبراهيم اللذين ظلا تحت الأنقاض لمدة 38 ساعة، التي سبق لـ«الأيام» الغراء أن نشرت خبرهما في حينه. وتلك اللفتة الكريمة جاءت بجهد من شخصية إعلامية متميزة جاء إلى حضرموت كموفد من قناة العربية لا ليؤدي وظيفة كلّف بها وليحصل على بدل انتداب، بل جاء ليؤدي رسالة عجز غيره وقصر في تأديتها، فلله دره من إعلامي ذلك هو الأخ عبد الله المطوع والذي كان يتألم بحرقة هو والفريق المصاحب له لما أصاب إخوة له في العروبة والإسلام، ونقل بحق صورة معبرة بتقارير ميدانية مباشرة. وليت كل المراسلين المعينين الذين ينقلون وفق التوجّهات والتوجيهات أن يأخذوا الحكمة منه ولا عيب في ذلك «فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها».

ومن المضحك المبكي أو المحزن المبكي أنني وبمحض الصدفة وأنا أبحث عن صحيفة «الأيام» في إحدى مكتبات سيئون أن أرى شخصا «مالي هدومه» على قول المصريين وهو يحدث من حوله قائلا : «أتدرون لماذا هذا الدعم الإماراتي السخي؟»، وأكمل قائلا: «حتى تسحب اليمن شكواها من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الموجهة ضد الإمارات بسبب طرد منتخب الناشئين اليمني من البطولة الآسيوية» فتدخلت في الكلام عنوة وقلت له على طريقة إخواننا المصريين أيضا «ياخيبتك وخيبة اللي خلفوك واللي ثقفوك بهذه الثقافة. أهو دا اسمه كلام . والله عيب وفعلا شر البلية ما يضحك».

ذلك الدعم وتلك الجهود والكل يقول إن هذا واجب علينا نحو إخواننا ليس فيه من ولا امتنان.

هم وغيرهم ممن لم نذكرهم لن ينسى أبناء حضرموت والمهرة جهدهم ودعمهم ووقفتهم الصادقة في هذه المحنة والكارثة، ولن ينسوا الفضل لأهل الفضل.

وطالما أننا عدنا بالحديث عن الكارثة وتحدثنا عن البطء في العمل وعدم الإسراع بإيجاد حلول لهؤلاء المنكوبين، والأرصدة لاشك أنها متضخمة ! فلماذا التأخير إذا ؟

الناس في مخيمات أو في فصول دراسية والبرد الشديد وقد اشتد. وكثير من الأسر في بيوت الآخرين من الأقارب وغيرهم تكتظ بهم البيوت الضيقة، وما زالت الآمال متعلقة بالحلول العاجلة والآجلة، التي يبدو أنها ستتأخر أشهرا ليقترب ابريل (شهر الكذبة الكبرى).

بينما المثل الحضرمي يقول«الفتيت على الجيعان بطاه».

فعلى السلطة المحلية ممثلة بمجالسها المحلية الإسراع في تضميد جراح من هم تحت مسؤوليتها دون تأخير ويضعون نصب أعينهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم- [-: « كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول».

وعلى المتضررين كذلك أن لا يضلوا صامتين منتظرين الفرج فينبغي عليهم أن يطالبوا بحقوقهم التي وهبها لهم إخوانهم من كافة أرجاء المعمورة فهي عطية ليس من ورائها جزية ولا حتى حزبية فليرفعوا عنهم السلبية المقيتة والحياء الجم وينتزعوا حقوقهم حتى ولو كانت في أفواه الأفاعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى