وللفن أسراره .. فنانو آخر زمن

> «الأيام» فاروق الجفري:

> في مطلع السبعينات من القرن الماضي سئمت جماعة من الفنانين في أوروبا من الحركات الفنية التشكيلية المتعددة التي لا تستقر على حال فألقوا بكل القيم الجمالية والفنية التشكيلية المتعارف عليها قديماً وحديثاً خلف ظهورهم وقدموا أعمالاً أشد غرابة وأكثر جنوناً مما فعله أسلافهم من الفنانين التشكيليين في حركة (الماناريزم)عام 1902 والحركة (الوحشية) عام 1905م والحركة (الدادية) عام 1916م.

ومن بين هذه الجماعة التي سئمت من الحركات الفنية التشكيلية المتعددة الفنان (والتر ماك) من السويد الذي أقام معرضا في العاصمة السويدية (استكهولم) عام 1974م وقدم لزوار المعرض بعض الأحجار الصغيرة القذرة وأقمشة ممزقة، وهذه الأعمال لا صلة لها بالفن. وأخذت هذه البدع تتوغل في الإسفاف حتى وجدت طريقها عام 1981م إلى أكبر وأعرق المعارض الدولية في العالم وهو (بينالي فنيسيا) في إيطاليا، ذلك المعرض الذي يقام كل سنتين وتتنافس فيه معظم دول العالم في مجال الفن التشكيلي. لقد بلغت تلك البدع التي تم عرضها من قبل تلك الجماعة حداً من التدني والهبوط مما دفع بعض الشباب الإيطالي إلى الثورة وتحطيم واجهة المعرض الزجاجية، وكما يقول هؤلاء الشباب بأن هذه ليست أعمالاً فنية ولكن مهازل واستهتار بالمشاهدين والفن التشكيلي، مما دفع المسؤولين في إيطاليا إلى إيقاف هذا المعرض. لقد أطلق الناقد الفني الإيطالي (سلانت) على هذه الأعمال اسم الفن السخيف ويقصد بكلمة السخيف السطحية والتفاهة. والناقد الفني الفرنسي (توم مونيه) قال: بأن هذه الأعمال تافهة ولاعلاقة لها بالفن بل تسيء له -أي للفن- وبأهدافه السامية، ولهذا يجب إيـقاف هذه الأعمال بأي وسيلة.

كلمة أخيرة من كاتب هذه الأسطر وهي هل يمكن أن نطلق على هؤلاء الفنانين عبارة (فنانو آخر زمن ؟).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى