السلطات اليمنية ومخاصمة الصحافة

> عيدروس نصر ناصر:

> ماتزال تصرفات السلطات اليمنية تظهر ارتباطها العضوي بمراحل السبعينيات والثمانينيات، عندما كان انتقاد الوضع القائم جريمة ترقى إلى مستوى الخيانة الوطنية، وتصل عقوبتها إلى مستوى عقوبات الجرائم العظمى.

ماجرى للصحفي عبدالكريم الخيواني وزملائه من الوفد الحقوقي في مطار صنعاء أثناء سفرهم إلى القاهرة يؤكد أن نظام المرحوم محمد خميس مايزال قائما، على الرغم من انقضاء عقود على وفاته، وعلى الرغم من مرور نحو تسعة عشر عاما على إعلان الوحدة اليمنية والتعددية الحزبية والحريات العامة.

ويأتي هذا مترافقا مع حملة اعتقالات واعتداءات تعرض لها عدد من الصحفيين في العاصمة أثناء الفعالية الجماهيرية للقاء المشترك التي نظمت يوم السادس والعشرين من نوفمبر، وكان نصيب «الأيام» وافرا من هذا العدوان.

وقد لايكون مهما ماحدث هنا أو هناك لو أن الحدث وحيد، لكن المهم مدلول هذا السلوك الذي ينم عن نزعة عدوانية تجاه الكلمة الحرة والأقلام الشريفة والصحافة المحترمة.

الموقف من الصحافة هو عنوان الموقف من الحرية، ولايمكن الحديث عن حرية رأي وحريات عامة وحقوق إنسان مصانة من دون صحافة حرة تنشر المعلومة بلا رقيب أو حسيب.. صحافة تساهم في رفع الوعي الوطني وكشف الحقيقة كما هي بلا زيف أو تزويق أو نفاق.

مايجري في بلادنا هو عكس ذلك تماما، فالصحافة الهابطة والمتزلفة والكتّاب المتملقون وأصحاب الأقلام المأجورة هم من يحظون بالعناية والرعاية والمكافأة والترقية، وأحيانا تسميتهم بالوطنيين والمناضلين، في حين يطارد الصحفيون الأحرار، وتتهم الصحف المحترمة بالانفصالية والعمالة، وتغلق المواقع الإلكترونية، فقط لمجرد عدم نشرها أخبار الحاكم ومايزعم أنها منجزات عظيمة.

* لقطات

- إن أردتم أن يحترمكم العالم فاحترموا شعبكم، أما الإمعان في التنكيل بالوطنيين من الرجال والنساء، ومعاداة الشعب واحتقاره وتزييف إرادته فلا يدل إلا على مدى الانفصام بينكم وبينه.

- إنكم تستطيعون شراء ضمائر بعض الكتاب واستئجار ذمم البعض واستيراد بعض الصحفيين المتملقين..

ولكن لا أظنكم تستطيعون استيراد شعب آخر يمكنكم من التحكم في مصيره إذا ما جاوز الشعب قدرته على تحمل حماقاتكم.

- الناشطة الحقوقية عفراء حريري أثبتت موقفا ساميا عند توقيف زميلها عبدالكريم الخيواني في مطار صنعاء، موقف يستحق الإجلال والإكبار، وصدق من قال «ابن الوز عوّام».. فألف تحية واحترام.

- الصحفي عبدالفتاح حيدرة.. الاعتداء الذي تعرضت له على أيدي من يسمون أنفسهم رجال أمن دليل على صحة موقفك وصوابية نهج «الأيام»، وانتصاركما للحقيقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى