العماد عون يعلن بعد لقائة الاسد "فتح صفحة جديدة" مع سوريا

> دمشق «الأيام» بول ماروديس :

>
اعلن الزعيم المسيحي اللبناني النائب المعارض ميشال عون أمس الأربعاء "فتح صفحة جديدة" مع دمشق، وذلك اثر لقائه على مدى حوالى ساعتين، ر الشعب (القصر الرئاسي) "نفتح صفحة جديدة لا مهزوم فيها ولا منتصر انما عودة لعلاقات طبيعية مرتكزها الانفتاح".

وخصت دمشق خصمها السابق باستقبال رسمي يخصص عادة لكبار الشخصيات الرسمية، ففرشت له السجادة الحمراء واستقبله على ارض مطار دمشق الدولي نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

ووصل عون الى المطار على متن طائرة سورية اكد الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون انها "طائرة الرئيس السوري الخاصة". واجلس الاسد، زيادة في الحفاوة، ضيفه عن يمينه في ما يعتبر في تقليد استقبالات الرئيس السوري، لفتة تكريمية.

واشاد الاسد "بمواقف العماد عون المبدئية والوطنية وثمن زيارته الى سوريا"، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) التي اكدت ان "وجهات النظر كانت متفقة حول اهمية هذه الزيارة التاريخية الى سوريا".

واضافت سانا ان زيارة رئيس كتلة التغيير والاصلاح، الكتلة النيابية التي يرئسها عون، "تفتح عهدا جديدا يتميز بالرغبة المشتركة في بناء علاقات مستقبلية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين في سوريا ولبنان وتقوم على الاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلالهما".

وافتتحت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس الاسد بثينة شعبان المؤتمر الصحافي مرحبة بعون "ضيفا كبيرا في سوريا"، واصفة اياه ب"الزعيم الوطني اللبناني (...) الذي ارتبط اسمه في اذهان الجماهير العربية بالصراحة والجرأة والذي تميز بمواقفه الصلبة والصادقة والوطنية".

واستقبل الاسد عون والوفد المرافق له الذي يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب ثم عقد واياه خلوة مطولة استمرت زهاء ساعتين.

وهي الزيارة الاولى لعون الى سوريا منذ تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية في 1988.

واثار اعلان عون نيته القيام بهذه الزيارة عاصفة من ردود الفعل سبع كنائس في منطقة باب توما التي تقطنها اكثرية مسيحية، مستعيدا بذلك خطى بولس الرسول في تبشيره بالمسيحية.

ونظمت لعون استقبالات شعبية حاشدة خلال جولته في دمشق القديمة رفعت فيها شعارات مرحبة وصور له واعلام سوريا ولبنان وحزب الله، وتخللها لقاءات لعون مع قيادات روحية مسيحية.

وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية "حرب تحرير" ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.

واطاحت به في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد عون الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان.

ووصف عون زيارته الى سوريا ب"عملية القلب المفتوح" لانها تهدف الى "تنقية الوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي"، مؤكدا ان "ما كان يعتقد انه محرم اصبح حلالا وحلالا جدا" ويعد "بمستقبل زاهر".

وعن الفارق بين سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد وسوريا اليوم، اعتبر عون ان "الفرق كبير، الظروف تغيرت والتقييم تغير والمسؤولون تغيروا"، مؤكدا بالمقابل انه هو ايضا تغير، مشددا على ان ما كان بينه وبين سوريا "لم يكن عداوة بل خصومة".

وفي ما يتعلق بقضية المفقودين اللبنانيين التي عول كثيرون على ان تحقق الزيارة اختراقا فيها، لا سيما ان عددا من العسكريين اللبنانيين في عداد هؤلاء المفقودين وقد فقدوا في لبنان خلال فترة تسلمه السلطة ونقلوا الى سوريا بحسب ذويهم، قال عون "في ملف المفقودين هناك لجان تعمل. بحثنا هذا الموضوع، واكيد ستتوصل (هذه اللجان) الى نتيجة عند انتهاء البحث" في اسماء المفقودين ومعرفة "ما اذا دخلوا الى سوريا وماذا حدث لهم".

واضاف "ان شاء الله لا تطول المدة ويتم الاعلان عن هذا الموضوع".

واكد عون ان "رؤية الاسد لتطوير العلاقات" اللبنانية السورية تنطلق من "سيادة واستقلال لبنان".

ورفض عون اعتبار الحفاوة التي استقبله بها السوريون "اعتذارا" عما ارتكبوه خلال وجودهم العسكري في لبنان على مدى ثلاثة عقود، معتبرا ان "ما جرى هو تكريم وليس اعتذارا".

وفي موضوع مزراع شبعا الواقعة عند مثلث الحدود اللبنانية السورية الاسرائيلية والتي تحتلها اسرائيل منذ 1967 وترفض الانسحاب منها بدعوى انها سورية، قال ان "مزارع شبعا ليست اشكالية. سوريا قالت كلمتها ان مزارع شبعا لبنانية، والاختلاف هو على توقيت الترسيم". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى