انقلاب في عدن

> نعمان الحكيم:

> تتحول مدينة عدن في أيام الأعياد إلى مدينة ملايينية، قد يتجاوزون المليونين ليصلوا إلى قرابة الثلاثة ملايين إنسان، لاتتسع لهم مساحات الشواطئ والسواحل واللوكندات والفنادق وغيرها من الأماكن.

وهذا ينم عن حب لهذه المدينة وطقوسها وتفاعل أهلها ليل نهار، ما يجعل الإنسان يقضي أمتع الأوقات في نسيم عدن وهوائها الجميل، خاصة هذه الأيام التي بها انقلب الجو %100، فسبحان الله مغير الأحوال وخالق الكون كله.

والعيد في عدن له نكهة خاصة، ولايضاهيها أي مكان.. فعدن التي تتوزع مدنها وأحياؤها في مساحات متفرقة وغير متباعدة كثيرا، هي درة المدن وكوكبها المنير.. ولايشعر المرء بغربة أو توهان فيها.. وعدن القديمة (كريتر) بأحيائها وأسواقها التجارية تجذب الناس كجذب المغناطيس للحديد.. ومن دون تخطيط يجد الإنسان نفسه في أسواق كريتر: (البز والطعام والحراج والاتحاد والبهرة والحدادين)، ثم في الميدان وحوانيته المتلألئة إشراقا وبضائع جاذبة.. ومنها إلى الزعفران السوق العريق العتيق الذي تجد فيه كل متطلباتك بحركات وأرتال متراصة من الناس والدكاكين، رغم وجود (عدن مول) كمتجر حديث وبه كل شيء.. لكن يظل لأسواق المدينة طعم آخر.. خاصة في السوق الطويل الذي يتحول إلى مهرجان فرائحي من قبالة مقهى (زكو) إلى جولة الزعفران.. إنها لحظات تذكرنا بماض جميل في صيغة واقع حديث.. ويتذكر معنا من عاش في عدن في الستينيات من القرن الماضي كيف كانت عدن لؤلؤة المدن وسيدة الموانئ على الإطلاق!.

عدن.. لو تركناها وانتقلنا إلى المعلا والتواهي والقلوعة لرأينا مايبهر ويدهش، أما لو انتقلنا إلى المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد والبريقة لداخلتنا الأفكار في كيفية هندسة وإعمار هذه المدن المتألقة التي تزداد كل يوم جمالا وازدهارا وألقا لامثيل له!.

هذه عدن التي تفتح ذراعيها من مدخلها في (الفيوش) حتى (حقات) في الشرق، وجولد مور في الغرب، لكأنها الأم الرؤوم على أبنائها الذين لم يقدروا أهميتها وقيمة موقعها الذي ينعمون به.. لكنهم أحيانا يجحفون فيه أيما إجحاف.. فهل هم واعون لما يفعلونه ؟!.

عيد مبارك على كل الناس الطيبين في وطننا ومدننا، خاصة عدن التي هي في عقولنا دائما.. متمنين الصحة والعافية للجميع.. وكل عام وأنتم بألف خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى