هناك فرق بين شراكة الدولة وشراكة السلطة يا أعسم

> أحمد حرمل:

> يعد الزميل والصديق عادل الأعسم واحدا من الكتاب القلائل الذين استطاعوا أن يجدوا مكانة في قلوب الناس, لما عرف عنه من رصانة ومصداقية اكتسبها من خلال انتظامه في الكتابة في صحيفة «الأيام»، التي يبدو أن انقطاعه عن كتابة الأعمدة والمقالات فيها له أسبابه الخاصة.

وكم كنت سعيدا يوم الأربعاء الماضي عند مشاهدتي للزميل العزيز عادل وهو يطل علينا من محرابه الذي اعتدنا على اللقاء معه في الصفحة الأخيرة للعدد (5567) الصادر يوم الأربعاء الموافق 26 نوفمبر، وبالقدر نفسه ساءني ما احتواه مقاله (لا يادكتور ياسين!) كونه حمل في طياته بعض العبارات القاسية، فيها نوع من التجني بحق الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الاشتراكي، حيث نسب إليه أشياء لم يقلها في محاضرته التي ألقاها أثناء لقائه بقيادة الجالية وعدد من المغتربين اليمنيين في الصين أثناء زيارته لها في أكتوبر الماضي، لاندري من أين جاء الصديق العزيز عادل الأعسم بحكاية (أن المسؤولين الجنوبيين الموجودين في السلطة لايمثلون الجنوب)، ونسب ذلك إلى الدكتور ياسين، فلماذا تذكرت عزيزي عادل بعد شهر من نشر تلك المحاضرة، التي تم نشرها في «الاشتراكي نت» وصحيفة «الثوري»، والتي أعدت قراءتها عدة مرات بعد قراءتي لمقالتك، ولم أجد فيها حرفا واحدا مما قلته، بل وجدت عكسه تماما.

فالدكتور ياسين قال وبالحرف الواحد (إن الوحدة قامت على شراكة مجتمعية، ولكن السلطة تريد أن تختزل الشراكة بمجموعة أسماء تقدم على أنها تمثل الجنوب، والواقع أن هذا لايعبر عن أي شراكة حقيقية، ومن أجل ذلك يعمل الحزب الاشتراكي اليمني لتأمين شراكة حقيقية لكل اليمنيين في البلاد كلها).

فهل هذا القول فيه نفي لجنوبية عبدربه منصور وعلي مجور وغيرهما من القيادات الجنوبية، فلا والله ولا أدري كيف قرأت هذه العبارة خطأ، مع أنني أعرف أنك قارئ لبيب، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن د.ياسين ليس من هواة البحث عن الجينات، ولهذا فإن كلمة (الشمالي والجنوبي) ليست موجودة في قاموس د.ياسين، ولا في أدبيات الحزب الاشتراكي اليمني، كما أشرتم، وهذا ما دفع البعض من رفاقه في الاشتراكي ومن خارجه إلى مناصبته العداء واتهامه بالتخلي عن القضية الجنوبية من مفهومهم للقضية الجنوبية التي ربما تختلف عن مفهوم الدكتور لها.

وأعتقد أن العزيز عادل هو الآخر صب جام غضبه على الدكتور ياسين، ليس لشيء وإنما لاختلاف مفهوم الشراكة عند الرجلين.

لقد تناقض الزميل عادل مع نفسه من حيث لا يدري، ففي الوقت الذي انتقد فيه طرح الدكتور ياسين، الذي لم يقله أساسا (بأن الجنوبيين في السلطة لا يمثلون الجنوب) وعاد واختلف مع نفسه في الأسطر من 44-40 من مقالته، حيث قال وبالحرف الواحد (أما كون هؤلاء وكثيرين غيرهم من القيادات الجنوبية في السلطة ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام، فهذا طبيعي بصفته الحزب الحاكم، وهم تبوأوا مناصبهم الرفيعة في الدولة لأنهم جزء من الحزب الحاكم»، وهذا صحيح. ولذا فإن من يدعي أن عبدربه منصور هادي، الذي لم يقل لنا العزيز الأعسم لماذا لم يصدر به قرار كنائب رئيس حتى اليوم؟، ثم أين عبدربه وزملاؤه من القيادات الجنوبية في السلطة مما يجري في الجنوب؟ ولعلمك ياصديقي عادل أن حرب 94م شنت على الجنوب ولم تشن على الحزب الاشتراكي اليمني.. حرب 94 لم تقص الاشتراكي من الحكم، كما أشرتم.. حرب 94 ياعزيزي وأدت الوحدة واستبدلتها بنظام الجمهورية العربية اليمنية.. حرب 94م أفضت إلى تمدد المساحة الجغرافية للجمهورية العربية اليمنية وألغت شراكة الجنوب (الدولة).. فهل عرفت يا أخي أن هناك فرقا بين شراكة الدولة وشراكة السلطة؟

أخيرا أود أن أؤكد للزميل عادل أنه لا عبدربه منصور ولا الاشتراكي ولا غيره بمقدوره ادعاء تمثيل الجنوب، فكل الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية والاجتماعية معنيون بالقضية الجنوبية، ولن يقبلوا الوصايا من أحد مهما كان، ومن يعتقد أنه الممثل الشرعي للجنوب فهو واهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى