تبدل الفرح إلى رعب ووحشة.. صبيحة العيد .. حريق هائل في إحدى العمارات السكنية بزنجبار

> زنجبار «الأيام» خاص

>
تحولت فرحة العيد ومسراته عند عدد من سكان مدينة زنجبار بمحافظة أبين إلى أحزان وآلام إثر اندلاع حريق هائل في إحدى العمارات السكنية وسط الشارع الرئيس صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك عند التاسعة صباحا.

وقد تصاعدت ألسنة اللهب بشكل لافت وغطى الدخان سماء المدينة وسط صيحات وصرخات الاستغاثة التي كان يطلقها الأطفال والنساء من شرفات المنازل المنكوبة، وهرع جمع كبير من أهالي المدينة لإنقاذ ساكني العمارة وأخذوا يتسلقون الشرفات والسلالم لإنقاذ المحاصرين بالنيران, وأرجع الكثير ممن كانوا في مكان الحادث اشتعال النيران إلى مفرقعات نارية (طماش) كان يلعب بها أطفال ابتهاجا بالعيد، حيث وصلت إحداها إلى الخيام المنصوبة على الطريق والتابعة لأصحاب المحال التجارية والمستخدمة لحفظ كميات كبيرة من الفرش الأسفنج فاشتعلت على الفور لتتصاعد بعدها النيران إلى الدور الثالث.

فيما روى آخرون أن (طماشة) لامست أحد براميل الديزل التابعة لأحد المواطنين عند مدخل العمارة (السلالم) فاشتعل وهو مازاد من جذوة اللهب لتطول بعدها النيران المحال التجارية المجاورة والشقق في الأعلى.

ويحسب لأبناء المدينة عموما ولبعض الشباب خاصة أنهم ساهموا بشكل كبير في التخفيف من وقع الحادث والتقليل من أضراره، من خلال أدوار بطولية أبدوها كانت محل ارتياح الجميع حيث خاطر عدد منهم بالتسلل إلى داخل الشقق المحاصرة بالنيران والتنقل من شرفة إلى أخرى أو الدخول عبر النوافد الخلفية وعملوا على إخراج النساء والأطفال عبر سلالم خشبية وضعت خلف العمارة كما تمكنوا بالتعاون مع كثيرين من المواطنين من إخراج بعض الأشياء الثمينة ونقلها بعيدا عن ألسنة اللهب.. كما كان لسيارة الإطفاء التي وصلت بعد نحو عشر دقائق دور كبير في إخماد النيران وحصر مساحتها والحيلولة دون وصولها لباقي الشقق في العمارات المتلاصقة بما فيها مبنى البنك الأهلي اليمني الذي لا يبعد عن موقع الحريق بأكثر من عشرة أمتار.

كما شاركت سيارات تابعة للجيش بنقل صهاريج ماء التي زودت سيارة الإطفاء بكميات كبيرة من الماء.

كل تلك الجهود كان لها دور مهم في حصر أضرار الحريق والتقليل منها بحيث اقتصر على الخسائر المادية التي بلغت بحسب تقرير اللجان المكلفة بحصر الأضرار نحو 60 مليون ريال منها 45 مليون إجمالي الأضرار التي لحقت بالمحلين التجاريين التابعين للأخوين عبده أحمد سعيد القعل ومحمد سالم البحيث، فيما المبلغ المتبقى إجمالي الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين حسين صالح حسين ومحمد علي ناصر وثابت محمد علي والمرحوم سالم فضل صالح وناظم سالم فضل والعقيد جغمان أحمد الجنيدي مدير دائرة الاستخبارات العسكرية بالمحافظة وإحدى الشقق المؤجرة كمقر لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني، ولعل الأبواب المغلقة للمحال التجارية قد ساهمت بشكل لافت في التخفيف من وطأة الخسائر.

من جانبه قام الأخ م.أحمد الميسري، محافظ أبين فور علمه بالحادث بتكليف المجلس المحلي للمديرية بالنزول ورفع تقرير شامل عن أسباب الحريق وحصر الأضرار للمعالجة, وبموجب هذا التكليف أعد المجلس تقريرا أشار فيه إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الفنية اللازمة وبصورة عاجلة لإعادة الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه وإعادة تأهيل المصاعد والجدران.

إلى ذلك أوصى المجلس بتشكيل لجان تخصصية لتقييم الأضرار المادية من الغرفة التجارية، خصوصا وأن أكثر الأضرار المادية لحقت بالمحلات التجارية وتسبب الحريق في تلف بضائع كثيرة، وأيضا لجنة من المؤسسة العامة للكهرباء والأشغال العامة.

مشاهد عابرة

- أكثر الأماكن تضررا هو المحل التجاري التابع للأخ عبده أحمد سعيد القعل الذي التهمت النيران معظم البضائع الموجودة فيه ويليه محل الأخ محمد سالم البحيث.

- العقيد محد صالح علي، نائب مدير أمن المحافظة أشرف شخصيا على عمليات الإطفاء والإنقاذ وبدوره أثنى على حسن صنيع المواطنين وشباب المدينة الذين قاموا بجهود جبارة وأدوار بطولية.

- الخيام التي ينصبها معظم الباعة أمام محالهم التجارية وسط الشارع الرئيس ساهمت بشكل لافت في اشتعال النيران كما أنها تخدش المنظر الجمالي للمدينة، مما يدعو لإزالتها لتجنب مخاطرها.

- صلاح كاسترو ورمزي ثابت ومقبل المحروق، لاعب نادي حسان لكرة اليد وعمر العسيري، حارس مرمى وحدة عدن قاموا بجهد خارق بعدما تمكنوا من الوصول إلى الشقق في حين كانت النيران في أوج اشتعالها في موقف بطولي لقي الارتياح والثناء من قبل الجميع.

- «مصائب قوم عند قوم فوائد» عبارة يرددها الكثيرون بعد التلكؤ الذي أظهرته بعض اللجان في عدم رفع تقريرها النهائي حتى الآن.. وإذا عرف السبب بطل العجب.

- رمزي ثابت تعرض لكسر في قدمه أثناء قيامه بعملية الإنقاذ مع عدد من زملائه.

- قام مجموعة من الشباب بتكسير نوافذ سيارة النجدة احتجاجا على عدم وصول سيارة الإطفاء سريعا رغم قرب المسافة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى