لعشاق (بلاد الحنين) عدن

> نعمان الحكيم:

> عندما أصدر د. سالم عوض رموضة (المولود في الديس الشرقية بمحافظة حضرموت سنة 1952م) ديوانه الجميل (جنة عدن) عام 2004م، كان قد أحسن النظم، إذ خصص عددا من قصائده لعدن وصنعاء ومدن عربية وعالمية، ويهمنا هنا في خواتم العيد السعيد أن نزين «الأيام» العدنية ببعض من تلك الأبيات العطرة، علّها تكون معايدة للأحبة والأهل، وعشاق عدن.. ثعر اليمن ودرة درره الغالية:

من الجو بانت

بلاد الحنين، عدن

محط الرحال، وزاد المحن

يشع من البعد نور المعلا

وقلعة صيرة

وبندر عدن

هذه عدن.. عدن التي غنى لها الفنان العربي الكبير شفيق جلال، وبين أهلها في الخمسينات من القرن الماضي (جنة عدن) وهي التسمية نفسها لديوان د. رموضة، والتي يقول فيها (جنة عدن يا جنة.. طول عمري وأنا أتمنى.. آجي أزورك.. واتملى بنورك.. يرتاح القُّليب يتهنى.. والقلب أما شافك غنى.. يا جنة.. يا عدن).

هذه عدن التي احتضنت الآلاف المؤلفة من الزائرين اليوم.. حتى ازدحمت الشوارع بالعربات في مشهد غير مسبوق.. إنها عدن.. مهجة الروح وزاد القلوب، إنها الغالية التي ألّفت بين أبناء الوطن وجمعتهم في حركة فرائحية (حبية) ما كنا قد شاهدنا مثيلا لها.

(عدن.. عدن يا ريت عدن مسير يوم.. شسير به ليلة.. ما شرقد النوم) ألم يكن أحمد قاسم أحد المتماهين بعدن ليغني لها ولشواطئها وأهلها أعذب وأجمل الألحان في أغان خالدة، خلدها شعراء عباقرة، ذابوا وامتزجوا بها، حتى صار الواحد منا لا يفرق بينهم وبين مدينتهم الغالية.

عدن اليوم، لم تعد بعيدة المنال، فهي محجا للناس.. وملاذ لمن افتقد الأمان، إنها الفردوس/ الجنة حقا في هذه الدنيا.. ولا نعني بالكلمة (الدار الآخرة) التي إليها معادنا في نهاية المطاف.. ونستغفر الله العظيم.

طاهرة عدن

كالسحابة العذراء في سمائها

كأنها مخلوقة من شهب وهّاجة

في الليل في عليائها

«صُبّي أيتها السحابة اللبن

فالسيد عبدالله قد دخل عدن»

أنشودة الجدات في وقتٍ مضى

قلن لنا

في عدن

لا يبيت أحدٌ على الطوى

والحور يتفيأن الظلال

ويتنسمن الشذا

ألم يكن العاشق د. رموضة محقا في كلماته هذه أم أنه حري بنا العودة إلى (جنة عدن)؟ لنكمل:

فيا ليتني كوم رمل

بساحل أبين

وغيت هما

ومزن السما

ولعدن المدينة المعشوقة.. مدينة الملايين الرفعة والتطور والشموخ والخلود.. آمين يا رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى