> استؤنفت أمس أعمال المرحلة الثانية من شق وسفلتة طريق طورالباحة - هيجة العبد بالمقاطرة بطول نحو 20 كم، بتمويل من مشروع الطرق الريفية، بتكلفة قدرها 5.2 مليون دولار، وذلك بعد توقيف إجباري استمر أكثر من 7 أشهر بسبب الخلافات بين مقاول التنفيذ ومالكي الأراضي الزراعية.

وكانت خلافات حادة بين مالكي الأرض الزراعية بوادي معبق ومقاول التنفيذ قد بدأت منذ مطلع العام الجاري، بسبب أضرار مرور الطريق بأراضي المزارعين، ومطالبتهم الشركة المقاولة بإصلاح ما خربته الطريق في أراضيهم، إلا أن الخلافات تصاعدت سريعا إلى إطلاق النيران على آليات العمل وحجزها أكثر من مرة، ثم وقوع اشتباكات مسلحة عديدة بين المواطنين وجنود الأمن المركزي سقط خلالها عدد من الجرحى.

وعقب جريمة مقتل مواطنين اثنين في طورالباحة على أيدي الأمن المركزي في 5 مايو الماضي، وما تلتها من تداعيات وتردٍ أمني وانفلات نفوذ السلطة في مديريتي طورالباحة والمقاطرة، والذي لايزال مخيما حتى اليوم، توقف العمل نهائيا في الطريق، وسحبت الشركة المقاولة معداتها وآلياتها، وفككت مواقع إدارتها ورحلت من المنطقة.

وعن الأسس التي على ضوئها استؤنف العمل أوضح لـ «الأيام» الأخ باسم طارش مدير عام مديرية المقاطرة قائلا: «آليات العمل بدأت بالعودة إلى مواقع العمل خلال اليومين الماضيين، ومنذ صباح أمس استؤنف العمل، بعد أن وعدت السلطة المحلية المواطنين بإعادة إصلاح أراضيهم التي تضررت من شق الطريق ورفع الضرر عنهم».

وعن الضمانات الكفيلة بعدم اعتراض العمل مرة أخرى كما كان يحدث عقب كل الحلول السابقة قال: «بعد التفاهم مع المواطنين استؤنف العمل، نقدر دور المشايخ وأعضاء المجلس المحلي والمواطنين في مساعدتنا على استئناف شق الطريق، يوم بعد غد السبت سيعقد اجتماع بمكتب محافظ لحج لإدارة الشركة المقاولة وممثلي وزارة الأشغال العامة وقيادة السلطة المحلية في المديرية لتشكيل لجنة مستفيدين، ووضع آلية لضمان سير شق الطريق وعدم تعثره مرة أخرى، ونحن نثمن حرص المواطنين وتضحياتهم بممتلكاتهم في سبيل إنجاز هذا الطريق الحيوي الذي لن يربط التربة بطورالباحة فحسب، ولكن سيربط محافظتي تعز وعدن بطريق إسفلتي جديد».

وعن السقف الزمني لإنجاز سفلتة الطريق قال: «كان السقف المحدد لإنجاز الطريق هو عام واحد فقط، ولكن العراقيل والصعوبات التي اعترضت عطلت العمل ومن ثم توقف نهائيا قبل 7 أشهر، وما تبقى من العمل من المؤمل أن ينجز خلال أشهر».