صوت الناس

> محمد عبدالله الموس:

> أن يتم استهداف «الأيام» فهذا يعني أن تنتقل الناس من التعبير سلما إلى التعبير بوسائل لانقبلها ولايقبلها عاقل لوطن مثخن بالفساد وغياب سلطة القانون وكثير من صروف الخلل، فالتعبير سلما أو بالكلمة أكثر سلاما للوطن- مهما تباينت الرؤى- من إطلاق رصاصة واحدة.

فعلاوة على أن معالجة آثار الصراعات الدموية أكثر صعوبة من معالجة آثار الاختلاف السلمي فإنه يرفع أسهمنا في الممارسة الديمقراطية، وحين نقول إن خلاف الرأي لايفسد للود قضية فهذا يعني أن تنعدم كل صور الود في المجتمع حين يصل التعبير إلى الوسائل غير السلمية التي تتيحها الممارسة الديمقراطية.

كل أطراف العمل السياسي (سلطة ومعارضة) تقر بوجود خلل يتطلب المعالجات، وهذا الخلل يعبر عن نفسه بصور مختلفة يصل بعضها إلى طروحات، قد لاتكون واقعية، فلماذا لانشحذ الهمم لمعالجة هذا الخلل بدلا من تحريك البيادق استهدافا للصحف في عدن تحديدا و«الأيام» على وجه الخصوص.

الصحافة الحرة هي (ألف، باء) الديمقراطية، ويحتاج من يعنيهم أمر الناس إلى من يلفت نظرهم إلى جوانب القصور في الأداء العام، وتلعب الصحافة الدور الأكبر في الإشارة إلى مكامن القصور، ولاتفوت على اللبيب معرفة المستفيد من إسكات الصحافة التي تحترم حق المواطن في إيصال صوته إلى من يعنيه الأمر.

في بلادنا كثير ممن يقدرون مسؤولياتهم تجاه الناس، لكن معظم الضرر الذي يصيب الناس تتسبب فيه الأجهزة بصورة أو بأخرى، وقد يحدث هذا الضرر نتيجة لقصور في عمل هذه الأجهزة، وما يدعو للضحك والبكاء في آن أن يدعي بعض القائمين عليها (وصلا بالوحدة) ولايجدون من يحاسبهم، فشأن الناس مع الأجهزة يسري عليه المثل «كل مصيبة وأبوها البرد» كما يقول أهلنا في لحج، فهل نعمد إلى إصلاح خلل الأجهزة أم إلى إسكات صوت المطحونين بهذا الخلل؟!.

«الأيام» تنتشر في كل أصقاع الوطن، توزيعا ونقل معاناة، فلماذا لاننظر في سر نجاح «الأيام» بدلا من جرها إلى حظيرة حملة المباخر ممن يدافعون حتى عن القبح؟، لماذا لا ندرك أن الناس تبحث عن ناقل لهمومها؟ ولماذا لاتحذو صحفنا الرسمية، التي ينفق عليها من الضرائب المستقطعة من قوت أطفالنا، حذوها؟، ألا ندرك أن الأعمال الجميلة- وهي كثيرة- لاتحتاج إلى تطبيل، فهي كفيلة بأن تقدم نفسها للناس حين يلمسون حسناتها؟.

كل صحفنا، الصالح منها والطالح، تعبر عن هموم أصحابها وأحزابها إلا من رحم ربي، أما «الأيام» فهي صوت كل الناس من البحر (جنوبا) إلى جبال صعدة، ومن البحر (غربا) إلى جبال المهرة ومابينها من سهول وجبال وصحاري ومافيها من ذوي البناطيل والمعاوز والزنات، وهؤلاء كلهم مهما تباينت رؤاهم يشكلون سياج الوحدة وهم من دفع وسيدفع ثمن أخطاء السياسات، والسماع لمطالبهم أكثر جدوى من محاولات إخراس صوتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى