وتكشفت الأقنعة عن هؤلاء..!!

> ياسر اليماني:

> في كل يوم تتكشف حقائق جديدة عن تلك العناصر التي تدعي الوصاية على الجنوب أو الحديث باسم أبناء الجنوب دون أن يعطيها أحد تفويضا بذلك، وهي تسعى من وراء ذلك إلى إحياء تلك المشاريع القديمة الجديدة تحت لافتة ما يسمى بالجنوب العربي.

فهذه العناصر التي عرفناها في كل صراع شهده جنوب الوطن قبل أن يستعيد وحدته في الـ(22) من مايو 1990 هي تلك العناصر نفسها التي تتكشف أقنعتها اليوم، وقد زالت عنها كل المساحيق، وظهرت سوءاتها على حقيقتها خالية من كل زيف.. وحيث رسم لها دور تلعبه في كل صراع، وهو الانتقام من أولئك الذين رسموا للوطن فجر حريته واستقلاله، بعد أن دست تلك العناصر في صفوف الثوار وتمكينهم من التسلق إلى أعلى المناصب في الحزب والدولة من أجل الانتقام من المناضلين الحقيقيين الذين ناضلوا من أجل التحرر من الاستعمار ونيل الحرية والاستقلال.

لقد عرفنا هذه العناصر المندسة فيما جرى في أحداث الصراع بين قحطان وسالمين، وفي أحداث الـ(13) من يناير 1986 المأساوية، وفيما شهده الوطن بعد تحقيق وحدته من أزمة مفتعلة في عامي 1993 - 1994 وما نتج عنها من حرب وهروبهم للخارج، وحتى بعد أن صدر العفو العام عن هؤلاء وعاد بعضهم إلى الوطن، فإنهم ظلوا يتربصون بالوطن ووحدته، ويسعون بكل جهدهم من أجل تنفيذ المخطط الاستعماري القديم الجديد نفسه الذي أراد من خلاله واضعوه تمزيق الوطن إلى كانتونات يصارع بعضها بعضا.. ولأنهم يدركون أن مثل هذه المشاريع التجزيئية قد أسقطها أبناء شعبنا لحظة ظهورها وخيبوا آمال مروّجيها ومن يقفون وراءهم، فإنهم سعوا في هذه المرة إلى تسويقها تحت لافتتات وشعارات جديدة في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، إنهم يتحدثون اليوم عن (الجنوبية) وعن حقوق أبناء الجنوب، وهم الذين انتهكوها، وحفلت سجلاتهم بالكثير من المآسي والويلات التي عاناها أبناء الجنوب في ظل تسلطهم واستبدادهم وديكتاتورية شموليتهم التي خنقت كل صوت معارض لهم، وأحرقت الأخضر واليابس في الوطن في صراعاتهم الدامية مع بعضهم البعض من أجل أن لا يرتفع صوت غير صوتهم، وهم يظنون أنهم بمثل هذه المشاريع أو الشعارات الزائفة سوف يستغفلوننا نحن أبناء الجنوب أو يمررون ما يدبر للوطن من مشاريع التجزئة والتمزيق، ولكن هيهات لهم ولمن يقف وراءهم أن يتحقق لهم جميعا مايريدون، فمثل هؤلاء لم يستوعبوا حقائق الواقع التي تؤكد بجلاء بأن شعبنا الذي انتصر لإرادته في الحرية والاستقلال والوحدة وقدم في سبيل ذلك أنهرا من الدماء وتضحيات غالية وجسيمة لا يمكنه أن يسمح لحفنة من المرتزقة والعملاء والأذناب أن يبددوا ثمار نضاله أو ينالوا من مكاسبه التي حققها عبر دربه النضالي الطويل، وفي مقدمتها الوحدة التي أعاد من خلالها شعبنا اليمني في شماله وجنوبه وشرقه وغربه الاعتبار لنفسه وتاريخه وتضحيات شهدائه ومناضليه، لأن لا عزة للشعب اليمني الواحد سوى بوحدته مهما تنطع المتنطعون وزايد المزايدون ممن فقدوا مصالحهم الأنانية غير المشروعة أو أغراهم بريق المال الحرام فسعوا إلى المتاجرة بالوطن ووحدته في أسواق النخاسة السياسية ولدى الأجهزة الاستخبارية المتربصة.

ويجب أن يعلم هؤلاء أن مراميهم مفضوحة ومقاصدهم السيئة مكشوفة للجميع، فليس من حق أحد منهم أن يدعي الوصاية على الجنوب أو التحدث باسمه كما هو الحال في أي جزء من الوطن، كما أن الحقيقة تشير بأن هؤلاء سواء كانوا في الداخل أو في الخارج هم من مخلفات الاستعمار وأذنابه، وأن ما ينفثونه اليوم من سموم ضد الوطن ووحدته والنخر في جسد الوطن مدفوع ثمنه، ولكنهم لن ينالوا سوى الخسران والندم.. فالشعب اليمني الذي أسقط كل المشاريع المستهدفة النيل من ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته سوف يسقط مرة أخرى هذه المشاريع القديمة الجديدة التي يروج لها تحت مسمى (الجنوب العربي) أو غيره، وهناك جيل يمني جديد ترعرع في كنف الثورة والوحدة، هو القادر على الدفاع عن أمانيه وتطلعاته في ظل الحرية والوحدة والديمقراطية.

ويجب أن يعلم هؤلاء أن وحدة الوطن أرضا وإنسانا هي الحقيقة اليقينية الراسخة التي لا يمكن أن ينال منها أحد لأنها إرادة شعب ومصير وطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى