شارلز ليدجر سجين زريبة الأغنام

> برهان عبدالله مانع:

> الملاريا هي كلمة مؤلفة من مقطعين (مال) وتعني فاسد (أير أوإيريا) تعني هواء وعن طريق الطب الشعبي وبمحض الصدفة عرف أهل البيرو في أمريكا أن نبات شجرة السنكونا التي تعمل على تخفيف أعراض الملاريا.

لكن استطاع الدكتور شارلز ليدجر في عام 1836م من تطوير نبات السنكونا وتحويلها إلى دواء الكينين لمحاربة أخطر أمراض العالم الثالث الذي يهدد ويصيب ثلاثمائة مليون من سكان العالم، وإذا طال المرض وتمكن في الإنسان يؤدي إلى هزال شديد وجفاف وغيبوبة واحتمال حدوث وفاة مايقارب مليوني فرد كل عام.

حيث استطاع الدكتور ليدجر من تصنيع الكينين التجاري بدعم الحكومة الهولندية التي جربت المادة على رعاياها في المستعمرات ونجح الدواء في الوقت الذي تجاهلته الحكومة البريطانية لعدم ثقتهم بوجود هذه المادة المضادة وصار الدواء يؤدي إلى تقليص عدد الضحايا من عشرات الملايين وبعدها توفي د.ليدجر عام 1905م في مدينة سيدني تاركاً أهم اختراع علاجي عالمي في خدمة البشرية، لذلك يبادر د.جبريل جراميسيا أحد كبار الاختصاصيين (الملاريولوجست) من تنظيف مشهد وضريح د. ليدجر وإضافة سطر واحد في ضريحه (هنا يرقد الرجل الذي هزم الملاريا).

وعند تصفحنا جريدة «الأيام» في عددها (5579) يوم الإثنين في الصفحة السابعة شاهدنا علوم د.ليدجر في مكافحة الملاريا سجينة منتحرة مهزومة في مقر مكافحة أمراض الملاريا ويتحول إلى زريبة أغنام بعدن عن طريق عناصر الهواء الفاسد، وبكل أسف هذا هو الحاصل في بلادنا وعجلة الدوران لاتتوقف من الإهمال والفساد وغياب تام في المحاسبة وأبسط الخدمات المقدمة للمواطن في الصحة والتربية والتعليم يتخللها أورام فساد عصية الاستئصال..

ولانتساءل ماذا عملت الجهات المتخصصة على سبيل المثال عندما زارتنا حمى الضنك ونتيجة لشحة إيصال المعلومات الصحيحة، لكنا شاهدنا مرض الكوليرا موجود حالياً في بعض المديريات وابتسم (أنت في اليمن).

وأصبحنا نتفوق في ثقافة الفساد،على الرغم أن جميع الأحزاب والقوى متواجدة في الساحة، لكنها لاتعمل ولايعنيها تحول مقر مكافحة الملاريا إلى زريبة أغنام ولا يشغلها تعليم أطفال المدارس تحت الأشجار.. والأفضل لكم ولنا تعلم ثقافة الضمير والإنسانية وغروس ثقافة الإيمان بالوطن في تثبيت وحدته المباركة خيراً لنا من تحويل علوم خدمة البشرية إلى زريبة أغنام.. ولاداعي للاستفتاء بل الإجابة متروكة لسيادتكم: هل الصحة والتعليم في القمة أم في الحضيض ؟! وهل سنخرج من زريبة الأغنام لأن الناس تعبت من الفساد؟! .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى