«وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه»

> «الأيام» علاء صالح سعد /المعلا - عدن

> نقف قليلاً عند قول شعيب عليه السلام، في قول الله عزوجل:«وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهكم عنه» يؤكد شعيب عليه السلام لقومه، في هذا القول أنه لا يفعل ما ينهاهم عنه.

وهنا درس عظيم للمصلحين والآباء، والدعاة والوعاظ، والقادة والزعماء بأن يراعي كل منهم سلوكه أشد المراعاة يراعي كل كلمة وتصرف يصدر منه، فالسلوك يؤثر أكثر من الكلمات، فمهما صدر من إنسان من حكمة وكلمات بليغة، تستهوي العقول، لن يكون لها الأثر الفعال، في نفوس مستمعيها إذا لم يكن قائلها هو أول العاملين بمضمونها، القائمين بأوامرها ونواهيها.

ولهذا نجد أن الله عزوجل ذم قوما يقولون مالايفعلون فقال: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون»..

فتنبه لهذا الأمر سواء كنت أباً في بيتك أو مصلحاً في مجتمعك، أو قائداً في أمتك، لأن الناس يتأثرون بالقدوة أكثر من غيره، خصوصاً الآباء إذا كنت تريد أيها الأب أن لا يدخن ولدك، فلاتكن من متعاطي الدخان أمامه، وإذا كنت تريد أن لا يتعود على الكذب، فتنبه ألا يصدر منك ذلك، ولو على طريق المزاح، وإذا كنت تريد ولدك أن يكون محافظاً على وقته، مجداً في دروسه، فلا تكن من الذين يسمرون ويلهون إلى آخر الليل، لأنه من الفطرة أن يقلد الولد والده، ويتخذه قدوة في كلها شيء، فما بالكم لوكان هذا الأب من الذين لا يستحقون أن يقتدى لهم.

فماذا نتمنى بعد ذلك من أولادنا في مدارسهم، والحال اليوم يشهد لنا بذلك في مدارسنا فترى الطالب إما أبوه مقيم أو شبه مقيم لا يرعى ابنه في شيء.. فيأتي الخال أو العم أو ابن الخال أو الأم أحياناً أو غير ذلك من الأقارب الذين لا يمتلكون أدنى سلطان عليه، فيكون الكاهل كله على المدرس في توجيهه أو ترشيده أونصحه..

إذن هي مهمة صعبة جداً على هذا المدرس.. هل سيكون هذا المدرس شارحاً أو موجهاً أو مصححاً أو أباً أو مراقباً أو مربياً أو معلماً؟!، وكثير من الفضلاء لا يريدون أن يكونوا مدرسين، لأن مهنة التعليم رسالة عظيمة، وكاهل عظيم ملقاة عليه، فماذا يعمل هذا المدرس سيستدعي ولي أمر هذا الطالب ولكن لاحياة لمن تنادي،وقليل ماهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى