حسين الجابري.. وترجل الفارس!

> عبدالرحمن خبارة:

> ما أقسى الجرح على الجرح.. مات المناضل حسين الجابري.. الذي كان متفانيا وبصدق وبشهامة وبشجاعة نادرة الإيمان بالقضية والعمل بإخلاص لانتصارها وتعزير مجدها.

> مات الفارس المقدام بعد أن ذاق المرارة والمأساة من رفاقه في اللجنة التنفيذية للجبهة القومية.. حيث اتخذت قرارا جبانا في مواجهة نقده للأخطاء التي كان يرى من خلال النقد والنقد الذاتي وصول مسيرة الشعب مرافئ النجاح والتقدم.

> مات المناضل حسين الجابري مقهورا عندما اتفق الرفاق على سجنه من 28 فبراير 1971 وحتى 1978، وهو يتمنى المحاكمة العادلة، ولكنهم لم يتجرؤا لمحاكمته لأنه كان سيكشف الكثير من الأسرار والمطامع الذاتية لرموز لا تملك إلا التآمر، وتجد في السجن له ولأصدقائه إسكات هذا الصوت المعرقل لطموحاتها وأهدفها القصيرة النظر.

>كان حسين الجابري يتألم وعبر عن ذلك بكلمته الشهيرة عندما باركه بعض الرفاق بعيد الاستقلال.. فكان رده أي فرحة وعندي قوائم بـ 35 ألف معتقل من المواطنين الشرفاء من أبناء الجنوب الذين كانوا في تنظيمات أخرى اختلفنا معها.

> كان حسين الجابري صادقا مع نفسه ومع قضيته.. وهو يرى أن عملية الاعتقال وزج المناضلين في السجون وسقوط المناطق، ولايزال المحتل البريطاني موجودا على شواطئنا وبين ربوعنا حيث كان يبارك ذلك لعدائه المزمن ضد عبدالناصر والناصرية!!

> لسنا في حاجة لنبش الجرح، ولكن الحق يقال، كيف يتم الإهمال لهذا الفارس.. وكان أول الإهمال تم من رفاقه بالأمس، حيث لم يهتموا بصحته وتركوه فريسة للزمان والاعتلال، ولم يقدموا له العون في معالجته في الخارج.

> نسوا أن المناضل الجابري كان المسؤول الأمني في الجيش والأمن حارسا للثورة، وكان نصيبه الاعتقال والتعذيب من قبل قوات الاحتلال البريطاني الذين استخدموا معه أبشع أعمال التعذيب والجلد حتى الثمالة.

> حسين الجابري لم يمت وإنما ترجل من فرسه وتاريخه كله ارتبط بالشهامة والشرف ونكران الذات.. لهذا فهو سيبقى يعيش بيننا..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى