لاينفع الاعتذار مع تكرار الظاهرة (الفعلة)

> مقبل محمد القميشي:

> قرأنا بالأمس القريب في صدر الصفحة الأولى من هذه الصحيفة خبرا أفاد منع الشيخ الشدادي نائب رئيس مجلس النواب من دخول القصر الجمهوري في التواهي لحضور حفل استقبال الرئيس الطاجيكي الذي زار عدن.

ومنعه يعتبر إهانة ومحاولة إذلال، ليس له شخصيا بقدر ما هو للوطن وللجنوبيين خاصة، ولايشك أحد بأن من قاموا بهذا الفعل المشين قد أساءوا للوحدة وللوطن، مما يجعل إهانة مثل هؤلاء الرجال تورث مزيدا من التذمر في نفوسهم، ولن ينسوا تلك المواقف المحرجة أمام مناصريهم أو مرافقيهم طول الزمن.

وقبل هذا حدث فعل مماثل مع اللواء أحمد مساعد حسين واللواء عوض محمد فريد عندما أرادا دخول صنعاء، فتم منعهما ليعودا بعد ذلك إلى شبوة.

وقبل هؤلاء نتذكر ما حدث لرئيس الحكومة حيدر أبوبكر العطاس في نقطة نقيل يسلح، إذ لم يحترم الفاعلون مكانته كرئيس للحكومة، ولم يتم السماح له مع موكبه بدخول صنعاء حتى تم الاتصال بجهة مسئولة تتحمل مسئولية أدنى من مسئولية العطاس!.

وتتكرر الحكاية مع ناصر عبدالله الفضلي أمين عام محلي أبين نائب محافظ محافظة أبين، ذلك الرجل الذي عرف بإخلاصه للوحدة وتأييده المطلق للرئيس علي عبدالله صالح، ومنعه من دخول البوابة مع جموع المسئولين لسماع كلمة الرئيس التي ألقاها في م.أبين أمام الناس.

وبالتأكيد حدثت مثل تلك المواقف مع مشايخ ومسئولين مدنيين وعسكريين، يجمع بينهم أمر واحد أو قضية واحدة، هي أنهم من منشأ ومولد واحد، وطالما أن ذلك يجمع بينهم فإن من المتوقع أن تتكرر (الفعلة) مع آخرين من المحافظات الجنوبية دون استثناء كبرت مسئوليته أم صغرت.

وبينما نسمع ذلك فإننا لم نسمع ولو مرة واحدة عن منع شيخ من المحافظات الشمالية أو حتى أنه تم اعتراضه ومرافقيه أو تم سحب أسلحتهم ومنعهم، مهما كان عدد مرافقي الشيخ.

ومن هنا لابد أن نذكر و«الذكرى تنفع المؤمنين» أننا قد أشرنا في السابق إلى وجود فوارق وتمييز بين المواطنين، فوصفونا بـ(الانفصاليين) وبأننا نزرع الفتن والكراهية بين المواطنين، ولاندري ماذا يريدون خاصة والتعامل مع أبناء المحافظات الجنوبية واضح، لكن المذلة والخضوع هدفهم من تلك الممارسات الفجة.

لذا أعتبر كل ما حدث ظاهرة خطيرة ومؤشر أخطر، ولاينفع معها الاعتذار، فكلما صدر اعتذار تكررت الظاهرة (الفعلة) بشكل أسوأ وأمر من سابقتها، وقضية الشدادي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بالتاكيد، وقولي هذا شاهد لهم وعليهم، والأيام القادمة ستثبت ذلك.

ومن هذا المنطلق ولأجل ذلك الهدف كان الضغط والحملة الهستيرية على صحيفة «الأيام» وناشريها وكتابها ومراسيلها وأنصارها أيضا، لا لسبب أو جرم أو مخالفة اقترفتها، ولكن لأنها من المحافظات الجنوبية، وأصحابها مثلها في المنشأ والمولد.

مع ذلك فإن المحافظات الجنوبية و«الأيام» معا قد عانا ما عاناه خلال فترة الاحتلال البريطاني لعدن ومحمياتها، وتم توقيفها أثناء الحكم البريطاني والحكم الوطني بعد الاستقلال لتعود مع قيام الوحدة اليمنية لتواصل دورها الوطني الذي رسمه لها المرحوم الأستاذ محمد علي باشراحيل، وهذا ما يجب أن يدركه كل معجب بها وكل مناصر لها وكل راض أو غير راض عنها اليوم.

اليوم يحاول مدعو الوحدة والديمقراطية النيل منها، لكنهم بممارساتهم التمييزية لايضرون أحدا بقدر ما يضرون الوحدة ويشوهون الديمقراطية حسب ادعائهم، فهل يكفون؟.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى