رضية.. كلهم يشتمون يارضية!

> علي سالم اليزيدي:

> كل الظواهر البغيضة غطت بردائها المجتمع، وتوزعت بيننا في معركة شديدة وشرسة مع مظاهر التمدن والأدب والوعي الرفيع، سخرت هنا ثقافة جديدة/قديمة في عيونها قبح وبين ضلوعها تلهب نار الحقد والكره، وتفشت البغضاء بين الناس.

وكيف لنا بمواجهة كل هذه الآفات التي تنطلق من اللسان والصدر والعقل معاً، إنها تركيبة عجيبة غريبة، يقفز من لم يطقها كالمصعوق، ويبكي من به صمم لأنه عرف المعنى وانتقصه السمع والبكاء على ما وصل إليه الحال يارضية، إذ إنهم كلهم يشتمون ونحن المقصودون بالشتم المتنوع والمتلون كما وكيفا.. ألا تدرين، وأثق بأن الأستاذة الفاضلة العدنية من أسرة آل شمشير وأخت الشهداء والمناضلين وهي المرأة العدنية الفدائية إذا لم يعلم أحد بعد، وعضو خلية وموزعة منشورات ومتصدرة المظاهرات وناشطة ثورية ضد الاحتلال الإنجليزي الاستبدادي والظالم آنذاك، وفيما بعد ظلت ابنة عدن.. رضية شمشير مقاومة عنيدة ضد التقهقر وظلم النساء والرجال معا، ونحو إقامة عدالة اجتماعية تقدمية متنورة عربية وإنسانية، ووظفت يؤمئذ كل مقدراتها العامة والخاصة، من أجل الوحدة الأخلاقية والإنسانية والأخوية والوطنية، وشهد لها نحن وكل من قبلنا، ومن جاء يتعلم معنا محبة السلام ورفعة الأخلاق، وضد ظلم الإنسان للإنسان، وضد الاستبداد القادم من الشمال ومن الجنوب أيضا.

ألا تعلمين، وأدرك بكل وعي أنها تعلم أنهم كلهم يشتمون! وكل هذا الشتم يتجه مثل الإعصار نحونا، كل يوم وكل ليلة وكل ساعة، وها نحن نشاهد كيف تشم صحيفة «الأيام» العدنية، وتشتم رضية العدنية والمرأة العدنية والتاريخ النضالي العدني، ومقهى (زكو) يشتم، وحقات أيضا والمعاشيق يخطف وينهب ويشتم، حرب عدن ضد الاحتلال تشتم وتزور وتزيف وتنسب إلى غير العدنيين والحضارم ويافع ولحج الدولة والسلاطين العظماء.

يارضية، هؤلاء ليس المقصود بهم هناك، بل ثقافة الانحدار والسقوط والتزييف والإقصاء، هكذا الشتم يتم، هؤلاء ينشرون ثقافة التدمير والتحطيم والملاحقة للوعي المتمدن، وهذا ما أحرق القلب وزاد الوجع، لأنهم يارضية كلهم يشتمون، لا فرق، إذ تطغى عليهم نظرة السخط والازداء والتكبر، ألا تسمعين، كيف توزع الألقاب للمناضلين والأوسمة بعد الشتم والتهديد في كل المناسبات ومن دون مناسبات؟!

رضية، أيتها المرأة المناضلة، وكل العدنيات المناضلات والكاتبات من لبنى إلى المحامية راقية وجيل الستينيات، لنعلم أنهم عندما يشتمون وهو آخر الحكايات، فقد حان بعد الشتم السقوط.. وتحية لابد منها..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى