> الرئيس علي ناصر محمد:
حزنت كثيراً وأنا أسـمع خبر وفاة المناضل الكبير حسين الجابري رحمه الله، فقد كان أخاً وصديقاً ومناضلاًً شريفاً، وقد لعب دوراً مهماً في الثورة والدولة ، وعانى كثيراً بسـبب الصراعات ولكنه كان وفياً للمبادئ التي ناضل من أجلها وقد عاش مناضلاً شريفاً حتى وفاته.
ناضل بالفكر والكلمة ودخل السـجون والمعتقلات في فترتي الاحتلال والاستقلال، سـاهم في بناء الدولة الوليدة، وتحمل بجدارة المسـؤوليات التي ألقيت على عاتقه في الداخل والخارج ، دعا إلى الحوار لحل كافة المشـاكل والخلافات التي حصلت منذ الاسـتقلال وما بعدها.
كان حسين محمد الجابري عضواً نشطاً في حركة القوميين العرب يتردد على الشـبان والطلاب والمدرسين بين عدن ودثينة ، وقد حاول عبر سلسلة من اللقاءات أن يقنعني بأفكاره بطريقته الهادئة والحذرة حرصاً على السـرية عند الحديث عن مقاومة الاستعمار البريطاني وضرورة تصفية قواعده في عدن والمحميات وتحرير الجنوب وقيام دولة فيها، و كان يرى أننا يجب أن نقاوم هذا الاحتلال بـكافه أنواع النضال حتى إخراجه وجلاء الاسـتعمار من عدن بالتحالف مع كافة القوى الوطنية في الداخل وفي الوطن العربي وخاصة مصر عبد الناصر الذي أعلن من تعـز: «أن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل عن عدن».
تعود علاقتي التنظيمية به إلى عام 1961م حيث يعود له الفضل بانضمامي وتنظيمي مع غيري ضمن صفوف حركة القوميين العرب، فكان همزة الوصل بيني وبين الحركة في عدن، وكان للقاءات والمناقشات وحالة الفراغ والبحث عن الذات التي كنا نمارسها والحماس والاندفاع اللذين يتسم بهما الشباب. كل هذا وغيره لأن نقبل برؤية وفكر حسـين الجابري بالالتحاق بحركة القوميين العرب.
توسـع نشـاط الحركة في دثينة في أوسـاط الطلاب والمدرسين والفلاحين وبعض الشـخصيات الاجتماعية المؤثرة فيها، ومن أبرزهم محمد علي هيثم وعلي جازع ومحمد صلاح وسعيد محمد امفقيرية وسعيد عثمان عشال وعبد الله ناصر الجونه وعلوي حسين فرحان وأحمد مسعود العلواني وعبد الله ناصر مسعود وعلي الشيخ عمر ومحمد عبدالله البطاني وعبد الله عمر البطاني وعلي سليمان علي ومحمد سليمان ناصر وعبد الله أحمد عنبر وعبد الرحمن العود وناصر عمر الشيخ وغيرهم، ومن أبرز الشـخصيات التي تعرفت عليها وأنشطها علي أحمد السـلامي في عدن وتطور نشـاط الحركة ليشمل كافة أنحاء الولاية في منطقة المياسر والحسني والسعيدي، وكان الجابري يتحرك بين عدن ودثينة حتى اسـتقر به المقام في مودية.
وكما جمعتنا الحركة فقد جمعنا السـجن فبـسبب النشاط الحزبي والسياسي والجماهيري وحركة المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال البريطاني، فقد اتهمنا بأننا نظمنا مظاهرة في مودية احتجاجاً على السلطات الاسـتعمارية التي منعت لجنة تقصي الحقائق وتصفية الاسـتعمار من زيارة عدن عام 1963م، وعلى أثر ذلك اعتقلت وحسين الجابري وآخرون بتهمة هذه المظاهرة وأفرج عنا بعد سجن وغرامات ونقلت على أثرها إلى السلطنة العبدلية في لحج ومنها إلى تعز ثم إلى الجبهة الوسطى أثناء فترة الكفاح المسلح ولم نلتق إلا بعد 30 نوفمبر 1967م.
وقد كان الجابري يمدنا عند عودته من عدن ببعض الأدبيات والبيانات والوثائق الصادرة عن حركة القوميين العرب في اليمن وخارجها كاتحاد الإمارات المزيف، وكتاب السـيد قحطان الشعبي عن الاستعمار البريطاني في الجنوب، وأتذكر أنه قدم لي قصيدة لـنزار قباني بعد أن أخرجها من (كمره) الأخضر الذي كان يسـتخدمه الكثير من النـاس آنذاك وقد تبللت بالعرق من يده، ولكن خطه الجميل كان واضحاً وإن كانت قد ضاعت بعض أحرفها تحت حبر قلمه الباركر الذي كان معلقاً في جيب قميصه كالعادة آنذاك.
سألته: ما هذا ؟
قـال: اقرأ لتعرف خيانة الحكام العرب لقضية فلسطين، ولم أدرك أن من أهداف الحركة وشعاراتها هو التحرر والثأر لفلسطين وأنه كان يريد أن يوصل رسالته القومية عبر هذه القصيدة التي كتبها نزار عام 1955م، وكان عنوانها : «راشـيل شـوازنبرغ».
وشعرت بعد ذلك أن أبيات هذه القصيدة لا تزال صالحة لكل المراحل التي مررنا بها منذ ذلك الحين وحتى الآن، ولأهمية هذه القصيدة أنشر بعض أبياتها المؤلفة في منتصف الخمسينيات والتي يقول في مطلعها:
أكتب للصغار العرب .. الصغار حيث يوجدون .. لهم على اختلاف اللون .. والأعمار .. والعيون .. أكتب للذين سوف يولدون .. لهم أنا أكتب .. للصغار
ويضيف نزار :
فليذكر الصغار .. العرب الصغار .. حيث يوجدون .. من ولدوا منهم ومن سيولدون.. قصة إرهابية مجندة .. يدعونها راشيل .. حلت محل أمي الممددة .. في بياراتنا الخضراء في الجليل .. أمي أنا الذبيحة المستشهدة.. وليذكر الصغار .. حكاية الأرض التي ضيعها الكبار .. والأمم المتحدة
وقد قرأت وحفظت هذه القصيدة ورددتها في لقاء لاحق معه ، حيث شعرت أنه نجح في أداء مهمته ورسالته القومية عندما كنت أتحدث بحماس عن هذه القصيدة وعن موقف العرب من القضية الفلسطينية واقتناعي بما جاء فيها وكان وفاء مني لها أن أقف بعد ذلك التاريخ إلى جانب الثورة الفلسطينية بالمال والرجال والسلاح .
رحم الله الجابري الذي علم الأجيال حب القضايا الوطنية والقومية وفي المقدمة قضية فلسطين.
له المجد والخلود، ولأسرته الصبر والسلوان.
ناضل بالفكر والكلمة ودخل السـجون والمعتقلات في فترتي الاحتلال والاستقلال، سـاهم في بناء الدولة الوليدة، وتحمل بجدارة المسـؤوليات التي ألقيت على عاتقه في الداخل والخارج ، دعا إلى الحوار لحل كافة المشـاكل والخلافات التي حصلت منذ الاسـتقلال وما بعدها.
كان حسين محمد الجابري عضواً نشطاً في حركة القوميين العرب يتردد على الشـبان والطلاب والمدرسين بين عدن ودثينة ، وقد حاول عبر سلسلة من اللقاءات أن يقنعني بأفكاره بطريقته الهادئة والحذرة حرصاً على السـرية عند الحديث عن مقاومة الاستعمار البريطاني وضرورة تصفية قواعده في عدن والمحميات وتحرير الجنوب وقيام دولة فيها، و كان يرى أننا يجب أن نقاوم هذا الاحتلال بـكافه أنواع النضال حتى إخراجه وجلاء الاسـتعمار من عدن بالتحالف مع كافة القوى الوطنية في الداخل وفي الوطن العربي وخاصة مصر عبد الناصر الذي أعلن من تعـز: «أن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل عن عدن».
تعود علاقتي التنظيمية به إلى عام 1961م حيث يعود له الفضل بانضمامي وتنظيمي مع غيري ضمن صفوف حركة القوميين العرب، فكان همزة الوصل بيني وبين الحركة في عدن، وكان للقاءات والمناقشات وحالة الفراغ والبحث عن الذات التي كنا نمارسها والحماس والاندفاع اللذين يتسم بهما الشباب. كل هذا وغيره لأن نقبل برؤية وفكر حسـين الجابري بالالتحاق بحركة القوميين العرب.
توسـع نشـاط الحركة في دثينة في أوسـاط الطلاب والمدرسين والفلاحين وبعض الشـخصيات الاجتماعية المؤثرة فيها، ومن أبرزهم محمد علي هيثم وعلي جازع ومحمد صلاح وسعيد محمد امفقيرية وسعيد عثمان عشال وعبد الله ناصر الجونه وعلوي حسين فرحان وأحمد مسعود العلواني وعبد الله ناصر مسعود وعلي الشيخ عمر ومحمد عبدالله البطاني وعبد الله عمر البطاني وعلي سليمان علي ومحمد سليمان ناصر وعبد الله أحمد عنبر وعبد الرحمن العود وناصر عمر الشيخ وغيرهم، ومن أبرز الشـخصيات التي تعرفت عليها وأنشطها علي أحمد السـلامي في عدن وتطور نشـاط الحركة ليشمل كافة أنحاء الولاية في منطقة المياسر والحسني والسعيدي، وكان الجابري يتحرك بين عدن ودثينة حتى اسـتقر به المقام في مودية.
وكما جمعتنا الحركة فقد جمعنا السـجن فبـسبب النشاط الحزبي والسياسي والجماهيري وحركة المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال البريطاني، فقد اتهمنا بأننا نظمنا مظاهرة في مودية احتجاجاً على السلطات الاسـتعمارية التي منعت لجنة تقصي الحقائق وتصفية الاسـتعمار من زيارة عدن عام 1963م، وعلى أثر ذلك اعتقلت وحسين الجابري وآخرون بتهمة هذه المظاهرة وأفرج عنا بعد سجن وغرامات ونقلت على أثرها إلى السلطنة العبدلية في لحج ومنها إلى تعز ثم إلى الجبهة الوسطى أثناء فترة الكفاح المسلح ولم نلتق إلا بعد 30 نوفمبر 1967م.
وقد كان الجابري يمدنا عند عودته من عدن ببعض الأدبيات والبيانات والوثائق الصادرة عن حركة القوميين العرب في اليمن وخارجها كاتحاد الإمارات المزيف، وكتاب السـيد قحطان الشعبي عن الاستعمار البريطاني في الجنوب، وأتذكر أنه قدم لي قصيدة لـنزار قباني بعد أن أخرجها من (كمره) الأخضر الذي كان يسـتخدمه الكثير من النـاس آنذاك وقد تبللت بالعرق من يده، ولكن خطه الجميل كان واضحاً وإن كانت قد ضاعت بعض أحرفها تحت حبر قلمه الباركر الذي كان معلقاً في جيب قميصه كالعادة آنذاك.
سألته: ما هذا ؟
قـال: اقرأ لتعرف خيانة الحكام العرب لقضية فلسطين، ولم أدرك أن من أهداف الحركة وشعاراتها هو التحرر والثأر لفلسطين وأنه كان يريد أن يوصل رسالته القومية عبر هذه القصيدة التي كتبها نزار عام 1955م، وكان عنوانها : «راشـيل شـوازنبرغ».
وشعرت بعد ذلك أن أبيات هذه القصيدة لا تزال صالحة لكل المراحل التي مررنا بها منذ ذلك الحين وحتى الآن، ولأهمية هذه القصيدة أنشر بعض أبياتها المؤلفة في منتصف الخمسينيات والتي يقول في مطلعها:
أكتب للصغار العرب .. الصغار حيث يوجدون .. لهم على اختلاف اللون .. والأعمار .. والعيون .. أكتب للذين سوف يولدون .. لهم أنا أكتب .. للصغار
ويضيف نزار :
فليذكر الصغار .. العرب الصغار .. حيث يوجدون .. من ولدوا منهم ومن سيولدون.. قصة إرهابية مجندة .. يدعونها راشيل .. حلت محل أمي الممددة .. في بياراتنا الخضراء في الجليل .. أمي أنا الذبيحة المستشهدة.. وليذكر الصغار .. حكاية الأرض التي ضيعها الكبار .. والأمم المتحدة
وقد قرأت وحفظت هذه القصيدة ورددتها في لقاء لاحق معه ، حيث شعرت أنه نجح في أداء مهمته ورسالته القومية عندما كنت أتحدث بحماس عن هذه القصيدة وعن موقف العرب من القضية الفلسطينية واقتناعي بما جاء فيها وكان وفاء مني لها أن أقف بعد ذلك التاريخ إلى جانب الثورة الفلسطينية بالمال والرجال والسلاح .
رحم الله الجابري الذي علم الأجيال حب القضايا الوطنية والقومية وفي المقدمة قضية فلسطين.
له المجد والخلود، ولأسرته الصبر والسلوان.