زاد الماء على الطحين

> سالم العبد:

> ما حدث في شبوة وللمرة الثانية لصحيفة «الأيام» من سطو مسلح وأمام ما يربو على الأربعين راكباً في حافلة الرويشان إنما يفصح عن تهور ورعونة وراءهما صلف وغرور وغطرسة واستهداف مفتوح لهذه الصحيفة واسعة الانتشار وكل من يقف وراءها من ناشرين وأسرة تحرير وكتاب ومراسلين وقراء ومناصرين يغطون كامل مساحة الوطن جغرافيا واجتماعيا.

وإلا لماذا لم نسمع عن استهداف مماثل لكل طائفة اللون من المطبوعات الصحفية التي تعج بها البلاد ومنها ما يتخطى ثوابت الدولة المزعومة وينال من أكبر رموزها وأوسطها وأصغرها ..؟

لقد تعدت المسألة خطابات التعبئة والاستعداء المكشوف لأسرة باشراحيل وصحيفتهم الشهيرة من القول إلى الفعل المشين المتمثل بالتقطع والسطو المتبع منذ نوفمبر الماضي وفي وضح النهار وبالسيناريو المستفز نفسه (ذكرت «الأيام» في عدد يوم 2008/12/22م علم مدير أمن شبوة بمرتكبي التقطع الأول)!! إنها طاقة كبرى حقاً أن تضع الدولة نفسها بكل إمكانياتها وأبواقها ومتقطعيها ونقاطها العسكرية في مواجهة صحيفة أهلية بجريرة أنها تتبنى قضايا المظلومين والمقهورين من أبناء هذا الوطن وخصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية المكلومين في كيانهم وحقوقهم وكراسيهم وآدميتهم ..إلخ، لأنها الصحيفة الأكثر وضوحاً وصدقاً ومهنية وتوزيعاً.. صوت يجلجل يعتمد ناشروها على أوسع قاعدة مراسلين شعبية على امتداد الوطن، قراؤها لايستطعمون مذاق النهارات الماحلة إلا بعد تصفحها أو قراءة أخبار الوطن المرزوء من شبكة مراسليها ومحرريها المهرة .. إذن فهل هو الحسد أم هي المواجهة الصادقة والتعرية غير المتهيبة للظلم والفساد والفوضوية المتشحة بها جنبات هذا الوطن الموجوع ..؟!

إن استقدام أطقم من المتجسسين على صحيفة «الأيام» وجرجرة رئيس تحريرها أمام محكمة صيرة في ثلاث قضايا نشر بالجملة!! يتجاوز حدود المضايقة والتطفيش ليصل إلى حدود الاستهداف المتعمد لهؤلاء الناشرين وصحيفتهم المنبر الحر الأعلى توزيعاً في الداخل والخارج في محاولة يائسة وعبثية لتركيعهم وإثنائهم عن نهجهم المهني المستنير والتصاقهم بقضايا الغالبية المغلوبة على أمرها من أبناء هذا المجتمع، وهم ربما لايعون أو أنهم يتجاهلون حقيقة أن صحيفة «الأيام» أضحت بفعل التزامها برسالتها التنويرية والنقدية الصائبة صحيفة كل الناس وهم ليسوا على استعداد للتخلي عنها أو النكوص عن مناصرتها .

لم تعد «الأيام» صحيفة آل باشراحيل لوحدهم، إنها بحق ودون زيف أو مبالغة صحيفة كل الناس وأبناء المحافظات الجنوبية خاصة، فليضعوا هذا في حسابهم تماماً، وليوقفوا كل أساليب البلطجة والعصابات بما فيها التقطع الممجوج لهذه الصحيفة في الطرقات العامة في أسوأ سلوك عرفه تاريخ الصحافة وليعرفوا من جديد أن شعباً بأسره يقف مع «الأيام» ولن يتخلى عنها مهما كانت النتائج.. والله ولي الأمر؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى