المقاومة بالحذاء.. أجدى من البارود

> د.عبيد البري:

> أوجد الصحفي العراقي منتظر الزيدي أسلوبا جديدا للمقاومة الشعبية المجدية، يفوق في أثره المعنوي والتاريخي الأسلحة الأكثر فتكا التي تستخدم ضد الحياة البشرية التي خلقها سبحانه بالحق لتسعى في الأرض.

فالقوى العظمى المنتجه للسلاح، التي لايقوى عليها إلا القوي الجبار، قد استطاعت فرض هيمنتها على العالم الثالث، ليس فقط باستخدام السلاح بل حتى بمجرد التهديد به.. تلك القوى تبحث باستمرار عن أسواق لتصدير وسائل الموت إليها لتأخذ بالمقابل مصادر الحياة وعرق الشعوب وثرواته ثمنا لأسلحتها، فتدفع بالأنظمة والجماعات إلى المواجهات لاستخدامها.

صانعو وسائل الموت يبحثون عن التناقضات بين الدول المتجاورة، وبين الحكام وشعوبهم، وبين الأسود والأبيض، والمتدين وغير المتدين، وما إلى ذلك من الصراعات التاريخية والمستحدثة لاستمرار تدفق أدوات الموت والدمار، والاستمتاع باغتنائها، وسهولة ودقة أدائها لحصاد أكثر ما يمكن حصاده من أرواح البشر، فتصبح الدولة قوية بكمية ونوعية سلاحها على الدول المجاورة، والحاكم قوي ومهيمن على رعاياه بقوة سلاح حرسه وجيشه الذي يتزايد عددا وعتادا كلما تزايد عدد السكان في بلاده.

وصانعو الموت لا ترضيهم الانقلابات البيضاء، كما هو الحال في موريتانيا وغينيا مؤخرا، على سبيل المثال، ولايرضيهم أن يتم السلام في الشرق الأوسط بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، حتى لاينتهي الصراع العربي - الإسرائيلي، فيضعف تبعا لذلك سوق السلاح في العالم العربي والإسلامي.

قد لايهم العالم كيف انتهت حياة الدكتاتور هتلر بعد الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة حوالى 50 مليونا من سكان الاتحاد السوفيتي (سابقا) وحوالى نصف سكان بولندا وغيرهما من الدول التي هاجمتها جيوشه، لأنه لايكفي الشعب الروسي والبولندي وغيرهما قتل هتلر (بعدد تلك الملايين) من ضحايا حربه.

وبالمثل، ماذا يفعل الشعب العراقي بالرئيس بوش، الذي تسبب بمقتل حوالى مليون عراقي وتشريد الملايين من العراقيين، ودمر اقتصاد العراق واقتصاد العالم كله؟!.. لذلك اختار أحد مثقفي العراق الوسيلة التي يستمتع بها العالم، ويسجلها التاريخ، فاستخدم الحذاء في الوقت المناسب، وإن كانت الحذاء لم تصب رأس الرئيس بوش، إلا أنها أصابت كبرياء الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد تلك الإهانة بتلك الوسيلة التي أيدها الشعب العراقي وعظّمتها وسائل الإعلام الحرة والشعوب المظلومة.

فالحذاء سوف يصبح الأسلوب الجديد في المقاومة ورد الفعل الشعبي كأجدى وسيلة لمن لم تكن لديه قوة على القوي.. ولكن، يبقى السؤال: هل سيرتفع سعر الحذاء (القديم) وينخفض سعر البارود في المستقبل القريب؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى