لماذا تهون دماء المسلمين وتهان كرامتهم؟

> أحمد عمر العبادي المرقشي :

> من شاهد يوم أمس القنوات الفضائية وهي تبث تلك الأخبار المريعة والمؤسفة، ولم تدمع عيناه ولم يقل «إنا لله وإنا إليه راجعون» أو «حسبنا الله ونعم الوكيل» فإن حتما له قلب من حجر.

ما نشاهده ما هو إلا مؤامرة أعدها أعداء العروبة والإسلام بموافقة وبضوء أخضر من بعض الخونة والجبناء من بني جلدتنا، أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان.. أولئك الذين أرادوا أن ترضى عنهم اليهود والنصارى واشتروا الدنيا وباعوا دار القرار.

لماذا لا نتدبر كتاب رب العالمين ونؤمن إيمانا حقيقيا بما فيه من آيات وذكر حكيم؟.. هل قال ربنا سبحانه وتعالى إن اليهود والنصارى مهما اشترونا سيكونون راضين عنا ؟.. هل نستمر في استجداء (الاستسلام) وليس السلام؟.. ماذا يعمل القادة في السلطة الفلسطينية ونحن نسمع ونرى أنهم (يتوسلون) إلى دول النصارى وأخرى تساند اليهود بأن يتوقف هذا القصف الهمجي والهولوكوست الجديد.. نعم السلطة تنعم بدولارات الاتحاد الأوروبي، وهذا ما سمعناه يوم أمس عن دعم الاتحاد الأوروبي بمئات الملايين من الدولارات لدعم المؤسسات الفلسطينية.. ومن البديهي أن نعرف من هي السلطة! هل هي التي فازت بالانتخابات الحرة والنزيهة، والتي شهدت لها أمريكا وأوروبا وإسرائيل ثم انقلب عليها أولئك، لأن الحركة الإسلامية (حماس) هي التي تتولى زمام الأمور.. وهكذا نرى ديمقراطية العالم المتمدن!.

إن الدمار الذي شاهدناه أمس، ودموع الأطفال وجثث الشهداء من الأطفال والرجال، والأصوات الممزوجة بالأنين والبكاء ليس غريبا علينا ولا نستبعده من أذهاننا، ونحن نسمع وزيرة خارجية العدو وهي تتحدث من أرض الكنانة (أم الدنيا) مصر إن إسرائيل ستدمر حماس وليس غزة، والآتي أفظع من ذلك، ولم تتحدث سيدة الموساد بما ذكرته إلا لأنها واثقة كل الثقة بأن بعض زعماء الأمة العربية والأسلامية- للأسف الشديد- قد (نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسدون).

من منا لا يعرف غدر اليهود على مر التاريخ وخيانتهم وقتلهم الأنبياء وادعاءهم بأن الله سبحانه وتعالى جعلهم شعبه المختار، ولهذا بغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد.. وذكر الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية ما يدل على ذلك، ولكن هل من متعظ أو متدبر لآيات الله في كتابه العزيز؟!

وأقسم بالله العظيم وعبر منبر صحيفة «الأيام» إن إسرائيل ستتوسع إلى دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات إلى قاع العلفي في صنعاء، وهذا المخطط لدى أمريكا وإسرائيل (حائط المبكى)، ودلائل ذلك ما بدأه بوش في العراق، وما ذكرته (كونداليزا رايس) عن خارطة العالم الجديد في لبنان، وما ذكرته أيضا عن العرب المعتدلين (المستسلمين).. أستغرب لماذا نسي زعماء العرب أن يشكروا (أولمرت) على هديته لشعب غز ة في عيد الميلاد ..!!

يا أمة العروبة والإسلام .. أفيقوا! فالطوفان قادم.. وأستحضر هنا ما ذكره والدي- رحمه الله وطيب ثراه- حين قال وأنا في معركة الشرف والكرامة دفاعا عن البيت العربي في لبنان عام 1982م إلى جانب إخوتي رفاق السلاح من فلسطين والقوة المشتركة اللبنانية :

يا شعب اليمن ذي فيك كثرت الوصوف

ذي قوتك في كل محور الخطر مرصوف

ريت الرِجل راجي والنظر عاده يشوف

بادخل معك لبنان حيث يتقاطف المقطوف

قال العبادي يا أسوفي بالأسواف

على العرب ذي ماتحدوا الخائن السفسوف

يقصف على لبنان والأمة تشوف

دق المصانع والمزارع زرعها منسوف

توحدتوا غبش والعصر ظليتوا سعوف

واحد غنى والثاني أصبح يطلب مصروف

يا أمريكا ذنوبش سَفَلَم بين الكتوف

دون الله باتظلي رايتك منسوف

وعند عودتي إلى اليمن من لبنان وقبل أحداث العراق ووجود الرئيس بوش في (البيت الأبيض) استذكرت ما قاله والدي عن الأحداث التي نشاهدها اليوم.

هكذا أخي القارئ وجدت أن ما قاله والدي (رحمه الله) قبل عدة سنوات أراه يتجلى حقيقة أمام عيني وأنا أرى أمة العروبة منهزمة ومنكسرة تستجدي الاستسلام.. وأقولها إنه طالما نسينا الله وسنة حبيبه المصطفى فسنظل في هذا العار ولن تقوم لنا قائمة إلا لو اعبترنا واتبعنا قوله تعالى :(إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم .

صنعاء - السجن المركزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى