حسين محمد الجابري مناضلا متميزا

> ناصر صالح جبران:

> تربطني بالمناضل الكبير والمتميز حسين محمد الجابري معرفة قديمة بدأت في عام 1966 في مودية عندما كنت مدرسا في المدرسة الإعدادية مودية.

وكنت ضمن حلقة مكونة من محمد سليمان ناصر وعلي حسين مزهل وعلي جازع سالم وحسين علي هيثم وعبدالرحمن العود، وكان المناضل الجابري هو المسئول عن تلك الحلقة التنظيمية، ويطلعنا على التعميمات الثقافية والسياسية، ويقوم بشرحها وتوضيحها لنا، وحيث إن المنطقة الوسطى (مودية، لودر، الوضيع) تضمها وتديرها القيادة المحلية للجبهة القومية كان المغفور له نبراسها وقائدها.. وأذكر أن الشهيد محمد صلاح المسودي وهو من أبرز المناضلين الذين غدر بهم الرفاق، وآخرون كان يقول - دائما - إن الجابري يعتبر شمعة القيادة المحلية وفارسهاوعند سقوط المناطق في أبين في الفترة أغسطس 1967 قاد الجابري القيادة المحلية ومراتبها في مودية، لودر، الوضيع بكل حنكة وحكمة حتى تم إسقاط جميع مناطق أبين وكان آخرها في 27 أغسطس 1967 في المناطق الساحلية زنجبار وجعار.. ومازلت محتفظا بتوجيه من الفقيد موجه إلى المرتبة المسئولة في الوضيع يقول فيها: «عليكم باستيعاب الفقيد امعبد ناصر منصور جابر في الخلية القيادية لأنه من المناضلين المفرج عنهم من معتقل الفتح أخيرا». وأذكر أن المرتبة المسئولة في الوضيع كلفتني بمقابلة المناضلين حسين محمد الجابري ومحمد علي هيثم إثر سقوط منطقة الوضيع في 11 أغسطس 1967، وعند اللقاء قالا بالحرف الواحد:«لقد اتخدتم إجراء خاطئا يا (سقاط) المنطقة لأن القيادة العامة للجبهة القومية أقرت البدء في إسقاط المناطق في احتفالات العيد الرابع لثورة 14 أكتوبر 1967» (اخبر أعضاء المرتبة بالاختفاء).. وكان ردي:« إن السيف قد خرج من غمده ولا يمكن أن يعود».. وفي اليوم التالي 12 أغسطس 1967 تحركت مسيرة أخرى في مودية أدت إلى إطلاق نار في امقليبة، إلا أن القيادة المحلية بقيادة الفقيد بن الجابري وهيثم عالجا ذلك بحكمة رغم سقوط بعض الشهداء، وتواصلت علاقتي بالفقيد.. وأذكر أنني قابلته بعد حركة 22 يونيو 1969 التي أطلق عليها بالخطوة التصحيحية، وهي ليست كذلك، وأخبرني أنه كان مع الخطوة إلى 1969/6/24 أي أنه كان مع الخطوة ليومين فقط، وقلت كيف ذلك ، وكان رده إنني قدمت مذكرة للقيادة العامة للجبهة القومية في ذلك مفنذا الخطوات التي يمكن اتخاذها، إلا أن القيادة لم تعر المذكرة أي اهتمام حتى اليوم، وكان اللقاء في أواخر 1969.. وأردف قائلا:«إن الإجراءات المتخذة في الفترة الأخيرة لا يمكن أن تكون نتائجها سليمة على الثورة والبلد والمناضلين». وفي 28 فبراير 1971 سمعنا باعتقال المناضل الجابري.. وفي عام 1973 نقلت من سجن زنجبار إلى سجن المصنورة عدن بعد أن حكم علي بالإعدام وخفض إلى 15 عاما، والتقيت بالمناضل الجابري في السجن ولم أعرفه في البداية، بل قال لي أحد المسجونين إن هذا الذي أمامك في طابور طعام الغداء هو المناضل حسين الجابري، وكم هالني منظره، حيث كان جسمه نحيلا ضعيفا جدا، وشعره طويلا تغطيه الأوساخ، وقد تألمت كثيرا لمنظره هذا، وعند استلام الطعام نظرت إليه وهو يقدم صحن طعام صغيرا جدا لا يمكن أن يشبع طفلا صغيرا، وعاش في السجن منزويا منطويا على نفسه يمارس رياضة اليوجا.. وفي يوم إطلاقه في عام 1978 رفض الخروج من السجن مما اضطر الجنود إلى سحبه بالقوة إلى خارج السجن. رحم الله الفقيد والمناضل حسين محمد الجابري وجعله من ورثة الفردوس الأعلى.

* المدير التنفيذي للجنة أبين التعاونية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى