فلسطين الجريحة والأنظمة القبيحة!!

> فاروق ناصر علي:

> «هرم الناس وكانوا يرضعون/ عندما قال المُغني: عائدون.. يافلسطين ومازال المغني يتغنى وملايين اللحون في فضاء الجرح تفنى/ واليتامى من يتامى يولدون يافلسطين وأرباب النضال المدمنون/ ساءهم ما يشهدون فمضوا يستنكرون/ ويخوضون النضالات على هز القناني وعلى هز البطون/ عائدون.. ولقد عاد الأسى للمرة الألف فلاعُدنا.. ولا هم يحزنون!»

أحمد مطر

مدخل خطير ومهم

عندما اغتصبت فلسطين ظهرت الخيانة من قبل الأنظمة العربية وبدأت من خلال قلب الحقائق عبر دس السم في العسل: حولوا الوطن إلى قضية وبدأت بطرح الاحتلال على طاولة (القضية الفلسطينية) وإذا بالوطن يتقزم ليصبح مجرد (قضية) وانفرجت الابتسامة الأمريكية والإسرائيلية وانهمرت سيول وأمطار الصفقات على حساب أهلنا في فلسطين الجريحة، ولقد عبر الشاعر الرائع عن وصمة العار هذه حين قال (معين بسيسو) هذه الأبيات الواجب على كل عربي حر الإصغاء إليها:

«والذي كان وطن أصبح اليوم قضية/ لا تلوموا البندقية حين ماتت ولم تترك وصية»، وعندما انطلقت الرصاصة الأولى من (فتح) وهزت أمريكا العصا في وجه الأبطال تشبث الحكام العرب بالكراسي، وولوا وجوههم شطر (البيت الأبيض) وبقي أهلنا في فلسطين يدورون على موائد الغدر والذئاب.. والشارع العربي يهتز ثم يخمد وقمة عربية وراء أخرى والدم المسفوح يتجدد والقمم العربية لا تمل، لا تكل، لا تتجمد كي يرضى عنها البيت الأبيض، ويجعلها على سدة العرش والكرسي المرهون.. ونحن لا نقدم لشهداء وجرحى فلسطين غير الكلمة.

الدخول إلى قلب المقال أو المأساة

لقد تبين لنا جميعاً أن أهلنا في فسلطين وحدهم صامدون، وحدهم يقاتلون وهم وحدهم يدافعون عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية ويدافعون ياعرب أمريكا وإسرائيل عن المقدسات الإسلامية والمسيحية أيضاً، لذا هم الذين يستشهدون.. واليوم يتعرضون للمجازر في (غزة) لأن عرب أمريكا يريدون ابتزازهم سياسياً وفرض الخنوع والركوع عليهم بقبول عار المساومة والابتعاد عن الصمود والمقاومة.

هذه الأنظمة العربية تمارس كل أنواع الضغوط على أبطال المقاومة الفلسطينية لتقديم التنازلات للعدو (الإسرائيلي الصهيوني النازي) كي تنال بركات (البيت الأبيض) وكي تهب وبكل شجاعة جيوشها لقمع شعوبها.. وهي مجرد جيوش معروضة (للمناسبات والزينات) ولهزيمة المسيرات والاعتصامات التي تخرج داخل الوطن العربي.. تقمعها وتقتلها ثم تولي وجهها بلا حياء أو خجل شطر (البيت الأبيض) لتنال رضاه وبركاته!!

وبعد استئذان أمريكا تعمل مؤتمرات قمة وهي مسرحية مازالت تعرض منذ سنوات وسنوات، وبعدها تندد وتشجب ثم توزع منشوراً رسمياً للمساجد بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يهزم الأعداء الكفرة.. ولم يخطئ الشاعر الرائع الراحل (نزار قباني) حين قال عنهم:«لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم لا تلعنوا الظروف/ فالله يؤتي النصر من يشاء/ وليس حداداً لديكم يصنع السيوف».

قبل الخاتمة بخطوات

أنتم وحدكم يا أهلنا في فلسطين شعب الجبارين القادرين على تركيع إسرائيل، ولكن إذا توحدتم ورصصتم الصفوف وتركتم قتال بعضكم البعض وأصبحتم يداً واحدة، لأنكم وحدكم (الضحية) فعلام الصراع؟! ابتعدوا عن الأنظمة العربية هذه لا تريد غير ما تريده كل من (أمريكا وإسرائيل) الخنوع والركوع والمساومة.. وأبعدوا من صفوفكم (خبراء فتاوى التكفير) هؤلاء عملاء للموساد وأنتم تعرفون ذلك أحسن منا.. وحّدوا صفوفكم ولا تقبلوا بغير استعادة الحق المشروع المغتصب.. وارفعوا الصوت الهادر الذي نتمنى سماعه ونحن معكم داخلكم (لا للمساومة نعم وألف مليون نعم للصمود ورص الصفوف والمقاومة).

الخاتمة

(ادعُ للحكام بالنصر علينا يا مواطن/ واشكر الله الذي ألهمهم موهبة القمع وإبداع الكمائن/ قل: إلهي أعطهم مليون عين.. أعطهم مليون ذراع/أعطهم موهبة أكبر في ملء الزنازين وتفريغ الخزائن!»

أحمد مطر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى