غزة طريق عزة

> د. فارس السقاف

> هاهي إسرائيل المغتصبة وهي تمارس حرب إبادة وتدمير على غزة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم لا تعفي أحداً.

نحن- العرب المسلمين- في صدارة من يتحمل المسؤولية، بل والحظ الأعظم منها ويقيناً أن التنصل عن أداء الواجب تجاه فلسطين هو الذي أغرى بالعدوان، ولهذا فلابد من استعادة هذه الأدوار المسؤولة، كل من موقعه بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم المسؤولية، لاسيما من أولئك الذين يستثنون قطراً أوبلداً لتخليصه من مسؤولياته، لاسيما تلك التي لها علاقة مع المعتدي.

لقد أوصلت إسرائيل خيار ما أطلق عليه السلام والتسوية إلى طريق مسدود وإلى نقطة اللارجعة، وربما توحد جبهتنا، بل إنها أسقطت حجج جماعات التفاوض وتبريراتها في الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي منذ ارتياد القنوات السرية وكوبنهاجن، ومدريد وأوسلو، وميتشل وخارطة الطريق وحتى اليوم انتهاء بالتهدئة، وحل الدولتين بهذه المواجهة الدامية النتيجة التي آلت إليها كل هذه المساعي، وهي في جوهر مقاصدها النهائية ضمن أجندة إسرائيل ومن ورائها أمريكا تصفية القضية الفسلطينية، وحصرها في إطار أجزاء من الضفة والقطاع لتتلهى بحاجياتها اليومية الشحيحة والمعدومة، ولتبدد قواها الضعيفة أصلاً في الخلافات والمواجهات والانقسامات بين مكونات الشعب الفلسطيني.

أصبح من المؤكد أن إسرائيل لم تتح للقوى الفلسطينية خيار سوى خيار المواجهة، ويبدو أن العدوان الإسرائيلي الوحشي وهو بالمناسبة لا يحمل دلالة قوة بل إنه يكشف مواطن ضعف وعجز ويغري بانتهاج استراتيجية مواجهة طويلة ومؤثرة على إسرائيل.

فبعد هذا العدوان قد تتغير موازين القوى ليس بالطبع هزيمة إسرائيل، لأن القوة غير متكافئة بالمرة، ولكن على المدى المتوسط والطويل ستتبدل استراتيجية المواجهة في الداخل الفسلطيني، والنظام الإقليمي هو الآخر قابل للتحول.

كما يمكن أن تسلم الجميع من بعد إلى تسوية متوازنة وفيه قدر من العدل، وإلا فإن الصراع في اعتقادي سيبقى المتحكم في العلاقة مع إسرائيل مادامت لا تملك بحسبانها - ضرورة التعايش مع الفلسطينيين، أوالتنازل لهم حتى بما يقيم أودهم.

من الواضح وضوحاً لا لبس فيه أن إسرائيل لاتنشد السلام..أي سلام وهي عدوانية استئصالية وهذا ما تفعله في غزة اليوم وفعلته بالأمس ولن تتوقف عنه غداً..

لكن مالاشك فيه أن غياب وحدة الصف الفلسطيني وهشاشة التضامن العربي، وانحدار المواقف الدولية من مراتب الإنسانية كل ذلك سهل وشجع إسرائيل على عدوانها الوحشي.ما العمل؟

لدينا نحن العرب والمسلمين إمكانيات كبيرة لمنع هذه الاعتداءات، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة..نحن الشعوب، والحكومات، والنخب، ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب نملك قدرة ولا يحسبن أحد أياً كان موقعه أن ليس من جدوى فيما يمكن أن يقوم به من موقعه، وبحسب استطاعته، ولكن المطلوب في الوقت الراهن أقصى مالديه،وأغنى مالديه، وأقوى مالديه.

ليس من المقبول أن تقوم دولة عربية مثلاً بتقدم مجرد صدى إعلامي، أو مساعدات في الوقت الضائع في حين أن هذا ليس أبلغ وأقصى ما تقوم به، فهي تملك بموقف في العلاقات سياسي ودبلوماسي مؤثر، ثم لايمنع ذلك مثقف في التغاضي عن ذلك ليحمل المسؤولية ذلك البعيد..مع دعوتنا إلى تجنب الخوض في جدل المسؤوليات لابد هنا من إيراد النموذج اليمني، حيث تنسجم وتتوحد المواقف بين الحكومة والشعب.. رئيس الدولة علي عبدالله صالح تتواصل مواقفه المبدئية الإيجابية والداعمة للقضية الفلسطينية ورعاية المصالحة الوطنية ثم السبق بمبادرة الدعوة إلى قمة عربية طارئة وعاجلة وبمشاركة القيادات الفلسطينية، وهاهي اليمن تخرج في تظاهرة استنكار وغضب هي الأكبر في تظاهرات البلاد العربية.

إنها صحوة عربية قادمة يمكنها أن تطلق مرحلة عربية جديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى