ضياع الجهود.. في زمن الجحود

> علي حيمد:

> يقولون: (لكل مجتهد نصيب)، لكنني لا أعتقد أن هذه المقولة تنطبق على المجتهدين في بلادي ولدينا أمثلة كثيرة بأسماء عدد غير قليل من الذين اجتهدوا في حياتهم.

وقدموا جل سني عمرهم وعصارة أفكارهم وملكاتهم الإبداعية في شتى المجالات الحياتية الفكرية والسياسية والثقافية والفنية، ولكن ذهبت جهودهم أدراج الرياح وأصبحت هباءً منثوراً والمصيبة أن ثمرات جهودهم قطفت من قبل أناس لاعلاقة لهم ولاناقة لهم ولا جمل بهؤلاء المجتهدين، ولكن كل ما يمتلكونه من مؤهلات هو إجادتهم ممارسة أسلوب استثمار جهود الآخرين، وأصبح لسان حال المجتهدين الحقيقيين يردد المثل الشعبي المعروف القائل: (جمل يعصر وجمل يأكل العصار).. وأرى أنه من الضرورة بمكان ذكر نماذج من هؤلاء المبدعين الذين تجاهلهم الزمن الرديء وضاعت جهودهم وقوبلت بالجهود، فمن هؤلاء من وقع عليهم ظلم الاستغناء عن خدماتهم الجليلة وخبراتهم الطويلة في مختلف المجالات واضطرتهم الظروف إلى البقاء في البيوت أو على قارعة الطريق ومنهم من أحيل مجبراً إلى المعاش التقاعدي في الوقت الذي مازال يمتلك القدرات الصحية والبدنية على البذل والعطاء، وهناك طابور طويل من الأدباء والفنانين والإعلاميين والرياضيين من الذين توفاهم الله أو من الذين مازالوا علي قيد الحياة، بل أنهم أصبحوا أمواتاً بينما قلوبهم مازالت تنبض بالحياة، فالذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى ماتوا وفي قلوبهم حسرة على ما ضاع من أعمارهم من دون أن يحظوا بالتقدير والتكريم اللائق، ماتوا وهم غير مطمئنين على مستقبل أبنائهم، ومن أبناء المبدعين الأموات من لم يحصل على فرص التوظيف على الرغم من حصولهم على مؤهلات جامعية ومنذ سنوات عدة على الرغم من المتابعات المستمرة من قبلهم.

إذا أردنا ياهؤلاء إعادة الاعتبار لمن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن فمازالت لدينا فرصة تكريمهم حتى بعد مماتهم ولو أن تكريم المبدع في حياته أفضل، تكريمهم من خلال توفير العيش الكريم لأسرهم بتوظيف أبنائهم. أتمنى على جهات الاختصاص حصر أسماء من تفانى في خدمة هذا الوطن حياً كان أو ميتاً، وإقامة أيام الوفاء تكريماً وتقديراً وتعظيماً، وهذا الأمر ليس صعباً ولا مستحيلاً واعتبار أيام الوفاء تقليداً سنوياً يحتفى به في كل عام بعدد من هؤلاء لأنني أرى أن هذا المهرجان سيغدو تقليداً حضارياً نكون نحن في هذه المدينة الزاخرة بالمجالات الإبداعية سباقين في تنظيمه وقيامه لنقوم من خلاله بجزء من الواجب الملقى على عواتقنا تجاه أعلامنا وروادنا في مختلف مجالات الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى