موازين العدالة

> «الأيام» م. طه أحمد منصر الهمداني /الحصن - الضالع

> إن في السماء موازين دقيقة للعدالة ومع ذلك لايصدر الله أحكامه على الناس على الفور لأن الله يمهل الناس و يمنحهم مئات الفرص..

فلماذا تتسرع أنت في إصدار أحكامك على الناس، وليس في يدك موازين السماء وليس في صدرك عدالة الله؟ لماذا لا ترجئ أحكامك إلى الغد وإلى مابعد الغد؟ لماذا تتسرع في إصدارأحكام الإعدام غيابياً على الناس قبل أن تسمع دفاعهم؟ لماذا لاتنتظر حتى يقدموا لك الدليل على براءتهم؟.

ولايكفي أن تعتمد في حكمك على شهادة سمعتها، فإن بعض الناس يكذبون في شهادتهم، إنهم يكذبون أحيانا عن قصد وأحيانا عن غير قصد.. فلماذا لاتنتظر حتى تتأكد من صدق الشهود..

فليس كل من أمسك سكيناً ووقف بجانب قتيل هو القتيل قد يكون أحد المارة وتصادف مروره عند وقوع الحادث، وليس كل من أمسك حافظة نقود نشالآ قد يكون أحد الأبرياء الذين رأوا الحافظة ملقاة على الأرض فأراد أن يعيدها إلى صاحبها..

ولا تصدر أحكامك على الناس دون دليل.. قلب أدلة الاتهام في رأسك عدة مرات قبل أن تصدر حكمك، أو اذكر أن من أهم مبادئ العدالة أن (الشك في صالح المتهم وليس في صالح الاتهام).

فإذا شعرت بأن أدلة الاتهام واهية فأسرع بإعلان حكم البراءة.

وإذا ثبت لك إدانة المتهم فأرجئ إصدار الحكم إلى الغد.. فأحكام البراءة تفقد سحرها إذا أرجئ إعلانها، وأحكام الإدانة تفقد اتزانها إذا تسرعنا في إصدارها.

وإذا أردت أن تنام الليل، فأصدر أحكام البراءة بنفسك واترك إصدار أحكام الإدانة لله سبحانه وتعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى