(جنبية) مهاتير

> مقبل محمد القميشي:

> السيد محمد مهاتير، رئيس وزراء ماليزيا السابق أو محمد محاضير نسبة إلى أصوله الحضرمية وآل محضار، ذلك الرجل الذي بنى وطنه ماليزيا بالحكمة وإنكار الذات واستطاع أن يحول وطنه إلى عملاق (اقتصاديا) .

وحاول -عدة مرات- في السابق أن ينصح المسؤولين في اليمن أن يحذوا حذو بلاده، لكن المصالح الشخصية (الدنيئة) حالت دون ذلك .. فذهبت نصائحه أدراج الرياح .

لم تفعل السلطة اليمنية بنصائحه بتطبيق ما أوصل ماليزيا إلى مستواها الاقتصادي العملاق من خلال الاستفادة من التجربة الماليزية أكان من حيث القضاء على منابع الفساد أم من حيث تطوير اقتصادها .. وبذلك لم يجعلوا من نصائحه ومحاضراته وندواته التي خصصها لتطوير اليمن اقتصادياً أكثر من جنبية لها (حكاية) ..

وحكاية الجنبية /مهاتير/ قديمة .. إذ كان لأحدهم (جنبية) وكان يتحدث في المجلس بقوة إرادة عن مزايا جنبيته، ومن أهمها قوله إن جنبيته قتلت تسعاً وتسعين شخصاً، ومن خلال سماع قصة الرجل وجنبيته وأمام ذهول الحاضرين تقدم أحدهم مبايعاً في الجنبية لشرائها من صاحبها .

وفعلاً اشترى الجنبية بعد أن دفع فيها مبلغاً أضعاف ثمنها لو تم عرضها في مزاد علني .. إلى هنا والمسألة عادية.. فلربما أنها تحفة نادرة لايقدر ثمنها غيره .

لكن الاستغراب كان حينها من الناس الذين عرفوا وسمعوا بالحكايا خاصة وأن الرجل (المشتري) اشتهر بين قومه بضعفه، فهو مشهور أنه لايستطيع قتل حشرة .

فماذا دفعه إلى شراء جنبية قتلت تسعاً وتسعين شخصاً !!

هنا سبب آخر أيضاً .. وهو أن القوم يعلمون بأن له ثأراً مع أحدهم كان قد قتل أباه ولم يأخذ بثأره منه.

وفي صباح أحد الأيام لبس الرجل (الجنبية) واتجه مباشرة نحو قاتل أبيه عازماً على الأخذ بثأره منه .

وعلى عكس ما ظن الناس وهم يرون الرجل متجهاً صوب قاتل أبيه .

وقد وقف الرجل يصدر أمراً تلو أمر إلى (الجنبية) خذي بالثأر من هذا الرجل .. اقتليه فقد قتل أبي .. تحركي .. اخرجي .. ذلك ما استطاع فعله .. فلا أنه جبان أو ضعيف لم يجرؤ على سحب (الجنبية) وأخذ الثأر من قاتل أبيه أو لأنه اعتقد أن صاحب (الجنبية) كان يقصد أن (الجنبية) تتحرك لذاتها وتقتل الناس من دون الرجوع إلى صاحبها .. وماهي (الجنبية) إلا وسيلة بيد شخص .. قد يكون جباناً أو شجاعاً .. أو حتى مستخفاً بأرواح الناس، المهم أنها قصة (حكاية) وكل حكاية ولها معنى.

لكن المهم في الأمر أن المسؤولين في بلادنا لا يرون ولا يسمعون حسب ماجرت العادة .

مهاتير .. وضع الخطوط العريضة والطويلة وحدد الاتجاهات والانحناءات يحاول بذلك قدر الإمكان أن يساهم في تطوير بلادنا والنهوض بها اقتصادياً .

ولكن مع الأسف.. لن تنهض البلاد إلا بالرجال الذين سيجيدون استخدام (الجنبية) عفواً، وصفات مهاتير، فقد كتب وتحدث عن (الروشتة) .. أو ستنهض بعد تغيير الأفكار والقضاء على الفساد.

فـ(جنبية) مهاتير قتلت - أيضاً- تسعاً وتسعين من أباطرة الفساد وبنت اقتصاداً راسخاً قوياً، فهل نستطيع نحن أن نستخدم (جنبية) مهاتير لنتحرك ولو خطوة واحدة في سبيل بناء اقتصادنا وجذب المستثمرين إلى بلادنا (بإخلاص).

أشك أننا قادرون أمام المادة وإغراءات الأخضر الأمريكي وتفضيل مصالحنا الشخصية على مصلحة الأمة والوطن .. وأمام عجزنا - علمياً - لتطبيق (جنبية) مهاتير. وختاماً إذا كان مهاتير قد أهدى لنا (جنبيته) فإننا بحاجة أيضاً لمن هو قادر على استخدامها بدلاً عنا، فنحن دولة متواكلة ولسنا دولة تعتمد على ذاتها ولافرق بينها وبين أي متسول في جولة أو في موقف سيارات أو متجول في البيوتات والطرقات.

AL- Komishee@Hotmail

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى