مدوا لنا كمبل وتحته بئر محفورة

> علي عمر الهيج:

> أعوام ولّت، وأعوام هلّت، معادلة رياضية لا نعرف هل هي من طرف واحد أم من طرفين شريكين في الهدف والبرامج والحلول؟.. معادلة رياضية مبهمة لا يوجد لها حل أو ناتج لأي (براهين) لمتواليات عددية أو هندسية يمكن أن تضاف إلى رصيد النهوض والتحليق التنموي الوحدوي.

أعوام سديدة وأعوام جديدة.. أعوام سابقة وأعوام لاحقة، وبين ذلك المد الزمني الطويل لايمكن للمرء إلا أن يلحظ - وبجلاء - ولادة بيئة قلما يمكن الحديث عنها بأنها بيئة وحدوية حقيقية تحقق السكينة والمواطنة المتساوية والبحث عن تطلعات وآفاق زاهرة لخدمة الوطن والناس أجمعين.

لا يمكن لمشروع وحدوي سليم أن يجلب للناس كل تلك الأحزان والمعاناة والجوع والفقر.. ولا يمكن للصراط المستقيم أن يحقق في دربه البطالة والتهميش والغبن ومحاربة الكلمة والصحافة والديمقراطية.. لا يمكن للمواطنة المتساوية أن تجعل الناس وبالعشرات يخرجون في اعتصامات سلمية طالبين مطالب عريضة واسعة.

الأكيد أن هناك خللا وانحرافا بيّنا في الوعد والعهد والعمل المخلص ومعالجة ملفات وقضايا الناس.. والأكيد أن بيئة عريضة فاسدة قد استحوذت على الثروة مستفيدة من نتاجات (المنتصر والمهزوم)، وهذا هو ما يتجلى للناس في المحافظات الجنوبية الذين ذاقوا المرارات والتهميش وتكميم الأفواه والتجويع، فخرجوا طالبين العدالة والحق والمواطنة المتساوية والحرية.

ثم، أليست الأرقام والمؤشرات والانحرافات هي التي تحدد فيما إذا كان هناك انفراج وازدهار حياتي على كل المستويات السياسية والمعيشية والفكرية والنفسية؟؟.

طبعا هنا لا نقصد الأرقام التي يتلوها علينا الإعلام الرسمي والتقارير الوطنية القائلة إن كل شيء تمام يا أفندم!.. وإن المستوى المعيشي للناس يتصاعد بإيجاب إلى نسبة %100 .. أو أن الديمقراطية قد حققت نسبة %95، وأن الفساد قد تضاءل إلى نسبة %5، وأن الناتج الإجمالي للصادرات والإيرادات قد حقق فوائد عالية جدا.

ما نقصده هو الأرقام الحقيقية الواقعية في نسق الحياة في الشارع والوسط والإنتاجية ومستوى دخل الفرد ونظافة البيئة الوحدوية من الخفافيش والقبائل والعسكر والمتنفذين وسلامة القضاء ونزاهته، واعتدال أسعار المعيشة والكف عن ملاحقة الصحف والأقلام، وعدم الزج بالناس في السجون والمعتقلات، واستقرار الناس في حياتهم من دون قلق أو ذعر معيشي.

إن لم تكن كلماتنا تلك قد طالت الحق والصواب.. فهاتوا - إذن - برهانكم إن كنتم صادقين.

كان لنا حلم جميل.. كانت لنا أمنيات عريضة للرخاء والسكينة والانتعاش.. لكنهم- وحصادا لكل تلك السنين العجاف - خلفوا كل وعودهم، ومدوا لنا (كمبل) وتحته بئر محفورة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى