> بلال غلام حسين :

الهوردال هي كلمة هندية تطلق على الشرطي العادي، وكانت أمثال هذه المصطلحات تطلق عندنا قديماً، أمثال كلمة شوكي دار وتعني الحارس وغيرها من الكلمات الدارجة.. لكن موضوعنا هو ليس التعريف بهذه المصطلحات وإنما عن بذلة الهوردال التي سوف نتطرق لها وللبعد الكائن وراءها.

عندما غزا البريطانيون عدن في العام 1839م جاءوا معهم بمجموعة كبيرة من الشرطة الهندية (الهوردالات) للعمل في مصالحهم وكانوا مميزين في لباسهم وكان يتكون من سروال قصير لون كاكي وقميص لون كاكي أيضاً مع قبعة، ولكن المهم في الأمر هو الترتيب الذي كان يميز بذلاتهم من كي والتنسيق بين السروال والقميص وطريقة لبس القبعة بحيث يتناسق وبذلته مما يجعل من ذلك الشرطي المهندم ذا قيمة، وإن كانت ليست له رتبة عسكرية بحيث يهابه الجميع، وكذلك استمر الحال إلى ما قبل الوحدة، وأذكر عندما كنا في الخدمة العسكرية الوطنية كان من أهم الأشياء التي تجعل منك عسكريا ذا قيمة بين المدنيين هو الانضباط في لبس (الدريس) العسكري وبالخصوص أن تجعل أزرار قميصك تتساوى مع بكلة الحزام وأزرار البنطلون.

للأسف الشديد في أيامنا هذه لا تستطيع التفريق بين العسكري والمدني لطريقة لبس بعض العسكريين من شرطة وجيش، ترى الكثير منهم لايحترم تلك البذلة التي تعطيه قيمة وتجعله محط احترام بين الناس، تراهم يلبسون زيهم العسكري بطريقة مشمئزة للناظرين، القبعة يضعها في جيبه وقميصه عالق خارج البنطلون والبوت (الحزمة العسكرية) خيوطها غير مربوطة والبنطلون نص عالق بها.

لماذا تهان البذلة هكذا وتجعل منك شخصا من دون قيمة ولا يهابه أحد، يحز في نفسي وأنا أرى العسكريين والضباط وهم غير منضبطين بزيهم ، يمضغ القات في الشارع وأمام المواطنين وهو لابس بذلته العسكرية وغيرها من الأفعال، حتى صار العسكري ذليلا في بزته العسكرية التي لم يجعل منها ومن هيبته قيمة تذكر.

نعم يوجد الكثير من أخواننا العسكريين فيهم خير كثير ومنضبطين حتى نكون منصفين، ولكن أيضاً يوجد الصنف الآخر منهم غير ذلك.. ثم أسأل أين دور الشرطة العسكرية من هذا وهي التي يدخل في صميم عملها مراقبة المخلين بالانضباط.

وفي الأخير أقول لأخي العسكري وأخي الضابط بيدك أنت تعيد لنفسك وبزتك العسكرية قيمتها، بيدك أنت تجعل الناس يحترمونك ويهابونك عندما يرونك منضبطا في هندامك منضبطا في طريقة تعاملك معهم.

أنا وغيري من الناس نرجو أن يعاد للشرطة والأمن هيبته واحترامه من خلال ضبط الضبط والربط العسكري في كل شيء، ونرجو من الوزارات المتخصصة أن تعطي الاهتمام لهندام العسكري وبزته حتى عندما تراه تحس بأنه يوجد شخص له قيمة وقادر على حمايتك وحماية مصالح الناس.