عندما يصبح اليأس انتصارا

> سلام سالم أبو جاهل:

> (لاتحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم..) الآية.. إن حال حكام العرب اليوم وعجزهم وتواطئهم تجاه ما يحصل لإخواننا في غزة، كحال..(الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا، لو أطاعونا ماقتلوا..) الآية.

نعم.. إنه حال المثبطين العاجزين المنافقين الجبناء، فهل يريدون من أبناء غزة أن يكونوا كالأنعام يأكلون ويتمتعون، وتناسوا أن أبناء فلسطين أصحاب قضية لاتقبل المساومة والخذلان، وأصحاب شرف لا يناله أشباه الرجال، فإن ما يقدمونه اليوم من تضحيات ودماء وأشلاء لنيل حقوقهم والحفاظ على كرامتهم يعد عنوانا لبداية النصر وتحرير فلسطين أرضا وإنسانا، ولن تنكسر شوكة المقاومة مهما قدم أبناؤها من تضحيات.

إن أبناء فلسطين لايريدون من حكام العرب، أن ينقذوهم ويتدخلوا عسكريا لفك الحصار.

لأنهم أعجز من أن يقدموا لهم النصرة فإن نساء فلسطين قد قدمن بالنيابة عن حكام العرب أروع الصور الجهادية وأجمل صور النضال، لينعم حكام العرب ومن على شاكلتهم بالقعود مع الخوالف، بل يريدون منهم أن يكفوا أيديهم عن حصار أبناء غزة والمؤامرات عليهم.

أما أبناء غزة فقد يأسوا من نصرة الحكام العرب منذ اندلاع ثورة أبنائه في 1987م ثورة الانتفاضة المباركة التي جسدت اليأس الحقيقي لدى أبناء غزة من أن يأتيهم النصر من خارج الحدود، بل أيقنوا أن النصر لن يتأتى إلا بالانطلاق من الداخل وهاهم اليوم قد صنعوا رجالا تربوا على موائد القرآن والسنة، ولا يضرهم من خذلهم وسيظلون ثابتين على مبادئهم وعقيدتهم التي ستجعل النصر في متناول أيديهم بإذن الله.

وهنا أتساءل ما هي فائدة الأكاديميات العسكرية العربية التي يتخرج فيها مئات الآلاف من أبناء العروبة العسكرية والمقاتلين، وماهي فائدة تلك الجيوش المجيشة (الصماء) التي لا تسمع نداء إخوانهم في غزة؟!

وماهي فائدة تلك القوات والأسلحة والطائرات الخرساء التي لا تنطق إلا إذا كانت في خدمة أعداء الأمة؟!

ثم أتساءل ماهو شعور حكام العرب وهم يسمعون اليهودية (ليفني) تصرح من مقر القيادة العربية المصرية بأنها ذاهبة لتضع حدا للمقاومة بضربة إسرائيلية شاملة على غزة؟!

ماهو شعورهم؟! إن المرء يعد بدينه ومروءته فأين دينهم؟! وأين مروءتهم؟!

وأخيرا حين تأتي الجمعة وتأتي القمة العربية! ماهي الفائدة من القمم والاجتماعات التي يقومون بها؟!

بعد أن تكون غزة أثرا بعد عين! والمطالبات بالوقف (الفوري) للضربات العسكرية منذ بدأ وكل يوم وكأن كلمة الوقف (الفوري) تعني أسرعوا بإكمال الضربات حتى نرتاح!!

إن في شجبهم.. تأييدا، وفي اجتماعاتهم.. مؤامرات على شعوبهم وإغلاقا للمعابر وحصار دمار!!!

ولكن ماذا سيصنع العاجزون.. إن المجاهدين جيل زرعته يد الله، لن تستطيع أن تحصده يد البشر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى